اليوم ينطلق عرس الرياضة العالمية حين تعطى ضربة بداية أولمبياد لندن 2012، اليوم تنطلق رحلة كسب التحديات والرغبة الجامحة في كسر كل الأرقام القياسية لأن الأولمبياد البوابة الاوسع والأشرف والأعظم لتاريخ الرياضة. اليوم يقف 10 آلاف و490 رياضيا ورياضية على خط الانطلاق لمطاردة 302 ميدالية في 26 رياضة أولمبية لن يبخلوا بقطرة عرق واحدة للفوز بأحد الميداليات اليوم وحتى الثاني عشر من أوت القادم لينسى الرياضيون المشاركون في الأولمبياد اختلافاتهم العرقية واللغوية والمذهبية ويتوحدون جميعا تحت راية وحيدة لا فرق تحتها بين هذا وذاك الا بما يسكبه من عرق وما يبذله من مجهود.. انها راية الرياضة التي من أبجدياتها التعليمية أن الفرصة متاحة أمام الجميع للتألق شرط بذل الجهد وهذه هي العدالة في أبهى مظاهرها. حين تدق اليوم ساعة ال«بيغ بان» أكثر من 42 مرة ايذانا بانطلاق الأولمبياد وتلتهب شعلة الحماس في قلوب كل الرياضيين المشاركين في هذا الحفل العالمي الأكبر والاضخم وحين يتم اعلام الدول المشاركة في الاستعراض المعرّف بالحاضرين في الأولمبياد ستتعلق عينا كل مشاهد في العالم بعلم بلاده آملا في رؤيته يرفرف على منصات التتويج سواء كان اللقب ذهبا او فضة أو برنزا.. المهم ان يرفرف العلم ويترنم العالم بنغمات النشيد الرسمي.. هذا الأمل سيراود كل التونسيين حين يهل عليهم علم بلادهم في حفل الافتتاح ويرجون ا& ألا يقتصر حضوره على هذا الحفل فقط بل يريدون ان يتكرر ظهوره وأن «يكحلوا» أعينهم برؤيته في خاتمة كل مسابقة.. هذا طبعا يدخل في باب الامنيات التي هي صعبة التحقيق او مستحيلة لكن تبقى أخرى في باب الآمال لأنها ممكنة التحقيق فهل سيصعب على أسامة الملولي أن يرد الى تونس ما حبته به من حب وعطف بعضا من جميلها عليه فيهديها ذهبية ثالثة توشح بها تاريخها وهل يصعب على حبيبة الغريبي ان تبصم في لندن على رقي المرأة التونسية وهل يستحيل على سواعد منتخب كرة اليد ان تضرب بقوة وان تفتك البرنز على الأقل؟ تونس تدخل أولمبياد لندن في ثوب جديد جميل وبهي ألبسته إياها الثورة المجيدة فالعالم كله يعرف ان هذا الشعب صنع ثورة خارقة للعادة ليس لها مثيل وشعب بمثل هذه العقلية وبمثل هذا الطموح يقدر ممثلوه على ان يكتبوا تاريخا جديدا للرياضة العربية في الأولمبياد كما كتب الشعب التونسي تاريخا جديدا للثورات في العالم.
لأول مرة بعد الميدالية الفضية لمحمد القمودي في دورة مونيخ 1972، تشارك تونس في الأولمبياد بحظوظ مؤكدة لاعتلاء منصة التتويج وذلك إذا ما سلّمنا بأن ميداليتي الملاكم فتحي الميساوي في أطلنطا 1996 وأسامة الملولي في بيكين 2008 جاءتا بمحض الصدفة.أما في لندن فستكون حظوظ أسامة الملولي وافرة في سباقين اثنين أولهما سباق 1500م سباحة حرة والذي نأمل أن يؤكد تفوقه فيه بالرغم من اشتداد التنافس في الملتقيات الأخيرة في هذا الاختصاص بالذات وثانيهما ماراطون ال10.000 متر في المياه الحرة وهو اختصاص جديد أظهر فيه أسامة مؤهلات كبرى قد تجعله يفوز بالذهبية.ومن ناحية أخرى تعدّ العداءة حبيبة الغريبي في سباق 3000م موانع مرشحة جادة للظفر باحدى الميداليات خاصة بعد أن أحرزت الميدالية الفضية في بطولة العالم الأخيرة بديقو الكورية.فيما عدا ذلك فقد تأتي مفاجأة سارة عن طريق بطلة المبارزة عزة بسباس أو لاعبة الجيدو هدى ميلاد.أما في الألعاب الجماعية التي ترشح فيها كل من منتخب اليد والسلة والطائرة فإن كرة اليد تحمل آمالا تحتاج إلى التأكيد حيث أنه من المنتظر أن يتأهل منتخبنا إلى ربع النهائي وحينئذ يصبح كل شيء ممكنا إذ يكفيه الانتصار في ربع النهائي للتأهل إلى المربع الذهبي وربما اعتلاء منصة التتويج.