يقول الشيخ عبد الوهاب النجار في كتابه (قصص الأنبياء) ما نصه: «وظاهر أنها كانت تريد من ارسال الهدية ان يقف رسلها على أحوال هذا الملك الذي أرسل يتهددها على غير جريرة ويطلب حضورها اليه خاضعة بلا تردد، ثم يعودون اليها بالتقرير الوافي عن حقيقته، وقوته في ملكه، ومبلغ ما يمكن ان يقدر عليه من المكيدة اذا لم تخضع لأمره لتكون على بيّنة مما تأتي وتدع، وتكون على رأس أمرها، حتى إذا فعلت أمرا فعلته بعد تقدير عواقبه فلما جاءت رسلها الى سليمان بالهدية لم يقبلها، وأظهر انه ليس في حاجة الى أموالهم وأنه في حال حسنة وانفساح ثروة أكثر مما فيه الملكة وقومها، وتوعدهم وملكتهم بأن يرسل الى بلادهم بجنود لا قبل لهم بها (اي لا قدرة لهم على قتالها) وأن عاقبة ذلك اخراجهم من بلادهم أذلة صاغرين. رجع الرسل الى الملكة، ووصفوا لها ما شاهدوه من عظمة ملك سليمان، وكثرة جنده وقوة بأسه وأخبروها بأنه ردّ الهدايا اليها، ولم يرض المصانعة وأنه مصمم على غزو البلاد بجيش عرمرم فعزمت الملكة على الاستسلام والانقياد وشدت رحالها وأحمالها، وسارت مع جماعتها الى سليمان، اقرأ الآيات الكريمة.