يعد قصر الرباطبالمنستير اليوم أحد أهم المعالم التاريخية في الجهة وقد بناه هرثمة بن الأعين سنة 180 هجري الموافق ل796م بأمر من الخليفة العباسي هارون الرشيد الذي كان حريصا على حماية مختلف المناطق في البلاد وخاصة الساحلية منها من الغارات البحرية للبيزنطيين واعتبر المؤرخون هذا الرباط حصنا متقدما بني خصيصا لحماية القيروان العاصمة الاسلامية. ولعب رباط المنستير دورا عسكريا على مستوى مراقبة زحف الأعداد والتخلص منهم قبل تحقيق أهدافهم كما لعب دورا علميا بارزا لاستقطابه أسماء معروفة على غرار أسد بن الفرات فاتح صقلية والطبيب أحمد بن الجزار والقاضي الأهبل ابراهيم الثاني والإمام ابن يونس الفقيه المالكي والإمام سحنون مؤسّس الدولة الافريقية للقانون الاسلامي. معمار متميز
يبلغ سمك السور الخارجي لرباط المنستير 1.25م ويبلغ قيس ضلعه من جهة الجنوب الشرقي 32.8م والعمودي عليه 32.4م ومن أهم خصائصه المعمارية وجود منارة دائرية الشكل بقي منها البرج الجنوب الغربي الذي يبلغ قطره 4.60م مع وجود برج مربع قيس ضلعه الشمالي الشرقي والجنوب الشرقي يتراوح ما بين 7 و7.40م ويرتفع مع مستوى سطح الطابق الأرضي وهذا البرج الفخم يوجد بالزاوية الجنوبية الشرقية. ومما يلاحظ بهذا القصر هو وجود دهليز مستقيم مسقف بقبو يبلغ امتداده نحو 12م، وطابق علوي يحتوي على مسجد يقع محرابه فوق مدخل هذا المعلم ويعتبر الرباط الذي يعرف أيضا بالقصر الكبير أقدم حصن في المغرب العربي وأحسنها حالة وهو يشتمل على أقدم زخرفة عربية عثر عليها في شمال إفريقية وتعود الى سنة 181 هجري.