حذرت موسكو من مغبة دخول سوريا في أتون حرب أهلية ضروس مشيرة إلى أن «الديمقراطية الخارجية» لا يمكنها بأي حال من الأحول تقرير مصير الرئيس الأسد فيما تعد باريس والجامعة العربية لمشروعي قرار في المنتظم الأممي ضد دمشق . وأكد رئيس الوزراء الروسي دميتري ميدفيديف أن بلاده لا تريد أن تشهد سوريا أحداثاً مماثلة لما حدث لليبيا.
حرب أهلية
وقال ميدفيديف لصحيفة «تايمز» البريطانية إن ما تشهده سوريا الآن «ينذر بحرب أهلية مشيرا إلى أن كلي طرفي النزاع السوري مسؤولان عن هذا الوضع لأنهما رفضا الجلوس على طاولة المفاوضات.
وحول سياسة موسكو في الأزمة السورية قال : إن موقف روسيا من النزاع السوري لايزال يتأثر «بما حدث حول ليبيا، موضحا أنه كان من المفروض أن يمكّن القرار الذي اتخذه مجلس الأمن الدولي بموافقة روسيا، الأطراف المعنية بحل الأزمة في ليبيا، من عقد الاجتماعات التشاورية اللازمة ولكن حدث في النهاية ما لم يكن مقررا، وهو «العمل العسكري الذي أكدوا لنا أن لا أحد يريده».
واعتبر أن طبيعة النزاع السوري أكثر تعقيدا من طبيعة النزاع في مصر وليبيا لأن سوريا تشهد صداما بين مصالح الطوائف المختلفة وإذا لم تتمكن هذه الطوائف من إيجاد سبيل للتعايش السلمي فلن تنتهي الحرب في سوريا .
وأكد ميدفيديف وجهة نظر روسيا التي ترى أن الشعب السوري هو الذي يجب أن يقرر بنفسه المصير السياسي لبشار الأسد، وليس «الديمقراطية المفروضة من الخارج». باريس تتحرك وقطر تسلح
وفي إطار الحراك الدولي داخل مجلس الأمن , أعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أمس الاثنين أن بلاده التي تستلم رئاسة مجلس الأمن الدولي في اوت المقبل ستطلب عقد جلسة طائرة لمجلس الأمن على مستوى وزراء الخارجية لبحث الأزمة في سوريا، مشيراً إلى تزويد المعارضة السورية بأسلحة من قطر والسعودية.
وقال فابيوس وفقا ل«يو بي أي»» بما أن فرنسا تتسلم رئاسة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في الأول من أوت المقبل سنطلب قبل نهاية هذا الأسبوع اجتماع مجلس الأمن، على الأرجح على مستوى وزراء الخارجية لمحاولة وقف «المجازر» والإعداد لعملية الإنتقال السياسي. ونفى أن تكون الدول الغربية تزود المعارضة بالأسلحة، وقال «توجد أسلحة ترسل لهم بحسب معلومتنا من قطر والسعودية وعلى الأرجح من دول أخرى، ولكن ليس من قبلنا».
بدورها , أفادت مصادر إعلامية وسياسية مطلعة ان مشروع قرار جامعة الدول العربية، الذي يتضمن فرض عقوبات على دمشق، من المتوقع ان يوزع خلال الساعات القليلة القادمة على دول الاعضاء في الاممالمتحدة.
ويتضمن مشروع القرار الدعوة الى انتقال ديمقراطي ونظام تعددي تحت قيادة السوريين، بغض النظر عن انتماءاتهم الدينية والقومية. كما يحث المشروع دول الاعضاء تطبيق العقوبات ذاتها التي اتخذتها الجامعة بحق سوريا في 27 نوفمبر 2011، التي تضم وقف التعامل مع البنك المركزي السوري وتجميد الارصدة، ووقف الرحلات الجوية.
الأتراك على الحدود السورية
وفي سياق آخر, ذكرت وكالة «انباء الاناضول» ان الجيش التركي يواصل تعزيز وحداته على الحدود السورية بارساله بطاريات صواريخ ودبابات وآليات قتالية للمشاة في جنوب البلاد.
وقالت الوكالة ان قافلة تضم منصات صواريخ لم تحدد نوعها ودبابات وآليات مدرعة قتالية للمشاة وذخائر وجنودا غادرت امس مقر القيادة العسكرية في «غازي عنتاب» جنوب متوجهة الى المناطق الحدودية في محافظة كيليس.
واضافت ان قافلة قطارات تنقل بطاريات صواريخ واليات لنقل الجنود ارسلت الى اصلاحية في محافظة غازي عنتاب قادمة من مدينة اسكندرونة في محافظة هاتاي جنوب.
وكان المعارضون المسلحون السوريون استولوا في 22 جويلية الماضي على معبر السلامة الحدودي مقابل محافظة كيليس. وذكرت مصادر من المعارضة السورية المسلحة ان مدينة عفرين السورية القريبة من كيليس واصلاحية تحت سيطرة مقاتلي الاتحاد الديموقراطي الحزب السورى المرتبط بحزب العمال الكردستاني للمتمردين الاكراد في تركيا. وكان رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان قد هدد بإقامة منطقة عازلة في سوريا قصد الحيلولة دون توغل مسلحي حزب العمال الكردستاني .