بعد سنوات من التقلبات وتغيير الولاة، عرفت صقلية شيئا من الاستقرار مع الحسن بن علي ابن ابي الحسين وهو وال من الاسرة الكلبية عينه الخليفة الشيعي في إفريقية وكانت أسرة الكلبيين من أوفى العائلات للحكم العبيدي في المهدية وقد ناصر الكلبيون الاسرة العبيدية اثناء الثورة التي قادها أبي يزيد. نزل الحسن في بلارمو وكان محل ترحيب ولم يكن معه جيش واختار ان يقرب اليه مجموعة سئمت التقلبات السياسية وتنشد الاستقرار فانحازوا اليه كما انحاز اليه التجار وأصحاب المال الذين ملوا من الانتفاضات التي يقودها آل الطبري.
حكم الحسن صقلية خمس سنوات وعندما توفي كان حزن الصقليين كبيرا لما عرفوه في عهده من عدل وخير، وبعد وفاته تتالى على صقلية عشرة ولاة خلال خمسة وتسعين عاما عرفت البلاد خلالها الكثير من الاستقرار والازدهار في العلوم والمعمار والآداب كما لم يتخلى الفاطميون على مقاومة البيزنطيين الذين لم ييئسوا من استرجاع المناطق التي سيطر عليها المسلمون ونشروا فيها الاسلام.
كان الكلبيون يعتبرون انهم استقلوا استقلالا ذاتيا عن الحكم المركزي في تونس إذ بايع احمد بن الحسن ثاني ولاة الكلبيين المعز لدين الله الفاطمي وكان معه ثلاثون من خاصة صقلية وهكذا ضمن الاستقرار والولاء للمذهب الفاطمي لكن عودة أحمد الى المهدية بدعوة من المعز وتولي يعيش المولى الحكم مكانه في صقلية أعاد الفوضى الى البلاد مما أعاد الحكم الى الكلبيين إذ تولى ابو القاسم الحكم سنة 359 ه و ابو القاسم الملقب بالشهيد كان حسن السيرة محبا للعلماء والأدباء.
وعرفت صقلية ازدهارا كبيرا في عهد ابي الفتح يوسف الملقب بثقة الدولة (379-388ه) إذ عينه أبوه واليا على صقلية وجاءه التثبيت من عزيز مصر، فأحسن الى الناس وأكرم العلماء والأدباء الذين كانوا يقصدونه وشاع فضله بين الناس في بلارمو واستمر في الحكم الى ان أصيب بشلل نصفي فتنازل عن الحكم لابنه جعفر.