لئن بات تحصيل الماء الصالح للشراب بجهة جندوبة مشكلا في حد ذاته رغم الموارد المائية التي تزخر بها الجهة فإن المشكل الأكبر هو مدى توفر الشروط الصحية لهذه المياه من عدمه وهو ما قد يهدّد سكان الأرياف. يصبح حجم المعاناة في تحصيل الماء الصالح للشراب أكثر حدة عند سكان المناطق الريفية وخاصة الجبلية منها لتواضع مردود الحنفيات العمومية في ظل تواجد مشكل الضخ الخاضع للعوامل المناخية والتقنية والتجاؤهم للآبار والعيون الطبيعية أحيانا وفي هذا وذاك مشقة لا توصف بالاضافة الى الخطر الصحي الذي يتربص بالجميع. أكثر العيون الطبيعية والآبار العامة والخاصة التي يلتجيء اليها سكان الارياف للتزود بالماء غير خاضعة للرقابة الصحية والتحاليل المخبرية التي تؤكد سلامتها من كل شائبة هذا ما أكده « للشروق « عدد من سكان المناطق الريفية حين عبروا عن استغرابهم من غياب الرقابة الصحية والتحاليل لمياه الآبار والعيون التي تكون عرضة للشوائب وتواجد الحيوانات الميتة بها وهو ما يجعل المواطن في خطر لما قد تسببه هذه المياه من أمراض.
في المقابل نفت مصادر من المندوبية الجهوية للفلاحة والموارد المائية وكذلك من الصحة العمومية هذه المزاعم حين أكدتا أنه يتم مراقبة نقاط التزود بمياه الشرب العصرية منها (الحنفيات العمومية والآبار العميقة) والتقليدية العيون والآبار القديمة والخاصة والتي تخضع للتحاليل المخبرية ويتم تعقيمها بمياه الجافال وكل وسائل التعقيم المعمول بها بصفة دورية تحسبا لكل طارئ ولا سبيل للتخوف من استعمال هذه المياه.
الحنفيات العمومية حدث ولا حرج
إذا كان الخطر القادم على مهل من العيون الطبيعية والآبار بين من خلال غياب الرقابة على النحو المطلوب والكافي فإن الخطر الصحي للحنفيات العمومية التي تم تركيزها بالأرياف مقابل أموال طائلة تسببه تآكل القنوات وقدمها والحنفيات التي تدر صدأ يظهر للعيان ولا تدخل لتغيير قنواتها وحنفياتها بما يعيد للمياه نظافتها و يوفر شروط صحة كان من المفترض ألا يتذمر منها المواطن خاصة وقد أكد سكان المناطق الريفية التي مازالت بها حنفيات عمومية لم تبخل عن العطاء أنهم طالما عبروا عن قدم التجهيزات لكل من يهمه الأمر لكن لا مجيب لتذمرهم.
عموما فإن واقع التزود بالماء الصالح للشراب بالمناطق الريفية يتطلب تدخلات عاجلة فنية وتقنية وصحية تمكن من وصول مياه في ظروف طيبة كما وكيفا وتزيل هاجس الخوف مما يمكن أن تسببه الإخلالات من أمراض المجموعة البشرية في غنى عنها والتي تبقى في جميع الحالات لها الحق في التمتع بماء كامل الأوصاف.