لقد ساهم الارتفاع القياسي لدرجات الحرارة وكثرة الأوساخ والفضلات بالمحيط في مزيد اثارة الخوف من امكانية انتشار الجرثومة لتصل الى الانسان. «الشروق» فتحت ملفّ «الكوليرا» للوقوف عند المزيد من التفاصيل حول هذه «الفوبيا» التي اعتقدنا أنها لن تعود ولكن هيهات...
لسنا في مأمن
الكوليرا حسب الدكتور أمين سليم أخصّائي في الأمراض الجرثومية هي وباء ظهر حاليا في عديد البلدان لكن في تونس لم تظهر أية اصابة ووزارة الصحة أكّدت ذلك لكن نحن لسنا في مأمن من امكانية الاصابة.
وأضاف أنه لابد من أخذ الاحتياطات اللازمة خاصة في ظل وجود عاملين مهمّين وهما كثرة الفضلات والأوساخ والماء الملوّث. وقال «إن المرض حسّاس جدا وينتقل عبر الماء الملوّث والأيادي الملوّثة والخضر المغسولة بماء ملوّث». وأكّد أنهم في حالة تأهّب ومعهد باستور ينكبّ على اعداد التحاليل اللازمة.
وحول امكانيات العلاج المتوفّرة ببلادنا في حالة الاصابة أفاد أن جميع الأدوية موجودة وقادرة على الحدّ من المرض. وقال إنّ أكبر حالة وبائية ظهرت في تونس كانت في سنوات 1969 و1970 وآخر حالة سنة 1982 حيث تم القضاء على الوباء.
مياه المسابح
وللوقوف عند سبل مراقبة المياه لا سيما في فصل الصيف حيث يزداد استعمالها وحيث يلجأ الناس إلى السباحة بالمسابح والبحر اتصلنا بالسيد محمد الرابحي مدير عام إدارة حفظ الصحة وحماية المحيط حيث أفاد أن الإدارة لها برنامج خصوصي لمراقبة المياه بجميع أنواعها بما فيها المياه المستعملة ثم متابعتها من خلال التحاليل. وذكر أنّ عملية المراقبة حدثت في رادس مليان وفي إطار المراقبة الجهوية حيث تم اقتطاع عينات من المياه وتحليلها في المخبر واتضح أنها يتوفر على جرثومة Vibrio cholérique.
وأوضح أنه منذ ذلك التاريخ تم اتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة بالتنسيق مع كافة الأطراف المتدخلة من بيئة وداخلية وصحة وتم إقرار تطهير المياه لأن المحطة لها خصوصية معينة حيث نعالج المياه الصناعية ومياهها تصب في وادي مليان وهو بدوره يصب في البحر.
وقال: «لتجنب أي إشكال اتفقنا مع الديوان الوطني للتطهير أن تتم عملية تطهير الماء بالجير الحي قبل وصولها إلى الوادي. وأضاف من جهة أخرى لنا برنامج خصوصي لمراقبة مياه السباحة التي تخضع للمراقبة الدورية بمعدل مرتين في الشهر. وأكد أنه من خصائص الجرثومة أنها حساسة جدا ولا تعيش في مياه البحر.
وأشار إلى أنه تم التأكيد على عدم استعمال المياه المستعملة في أي مجال مع العلم أن المحطة بعيدة عن المناطق الفلاحية. كما أشار إلى أنها ليست المرة الأولى التي ظهرت فيها الجرثومة بل وجدناها خلال السنة الماضية في سوسة في حوض لتجميع المياه المستعملة. وأكد أنه تظهر حالات من حين لآخر في السنوات السابقة وجميع الهياكل تقوم بالإجراءات الوقائية اللازمة فيتم القضاء على الجرثومة. ولم يفوّت الفرصة ليذكّر بخطورة الجرثومة لأنه لو قدّر ا& وحدثت اصابة وحيدة فإنها يمكن أن ترسل مليارات في لحظات لتصيب غيرها.