أعربت موسكو عن مخاوفها من أن تنزلق الاوضاع في سوريا إلى تطورات خطيرة بعد استقالة المبعوث الدولي كوفي عنان معتبرة أن اخراج عنان من اللعبة عملية مدبرة الهدف منها فسح المجال امام العمل العسكري. أعلن فيتالي تشوركين، مندوب روسيا الدائم في الأممالمتحدة امس أن روسيا مستعدة لاعادة النظر في هيكلية بعثة المراقبين الدوليين في سوريا، مؤكدا أن موسكو ترفض بشكل قاطع توقف عمل هذه البعثة، الأمر الذي تطالب به الدول الغربية.
انتظارات روسية
وقال تشوركين عقب جلسة مجلس الامن، التي تم خلالها طرح تقرير مساعد الأمين العام للأمم المتحدة لشؤون عمليات حفظ السلام إرفيه لادسوس «لقد ابلغت مساعد الامين العام، اننا بانتظار اقتراحات الامين العام حول التواجد المستقبلي للامم المتحدة في سوريا».
واعتبر تشوركين أن وفد الدول الغربية في مجلس الأمن الدولي وضع نفسه في موقف صعب «وأعلنوا منذ فترة طويلة انه يجب وقف عمل البعثة.. والآن هم في حال لا يستطيعون من خلاله ايضاح الاستراتيجية التي تقف وراء هذا». وأضاف تشوركين «نحن مستعدون، ليتمكن الزملاء الغربيون من الحفاظ على ماء وجوههم، لتغيير تسمية البعثة وبشكل ما اعادة تشكيلها واعادة النظر في اسلوب ترتيب وظائفها، لكنها يجب أن تستمر في البقاء مع الحفاظ على جميع عناصرها العسكرية والانسانية».
وأعرب تشوركين عن اسفه لاستقالة كوفي عنان عن منصب المبعوث العربي والأممي لتسوية الوضع في سورية. وقال تشوركين «نحن نتفهم أن هذا قراره.. ونحن نأسف لأنه اختاره»، معيدا للأذهان أن موسكو «أيدت بحزم جهود كوفي عنان». واضاف تشوركين «بقي لديه شهر واحد واتمنى أن يتم استغلال هذا الوقت بالقدر الكافي من الفعالية بما تسمح به هذه الظروف الصعبة». كما رحب المسؤول الروسي بقرار الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بالبحث عن بديل لعنان.
من جانبه اعتبر غينادي غاتيلوف، نائب وزير الخارجية الروسي يوم 2 اغسطس/آب انه من المؤكد استقالة كوفي عنان ستطلق العنان لمن يريد استخدام القوة. وكتب غاتيلوف في صفحته على موقع «تويتر» للتواصل الاجتماعي «انه (عنان) وسيط دولي نزيه، ولكن هناك من يريد اخراجه من اللعبة، ليطلق العنان لاستعمال القوة.. وهذا أمر اضحى واضحا».
من جهته قال المحلل السياسي والصحفي في مجلة الشؤون الدولية سيرغي فيلاتوف بحديث لقناة «روسيا اليوم» أن استقالة كوفي عنان للاسف ستؤثر سلبا في الاوضاع السورية، ومن الصعب حاليا أن نتوقع تحسنا. واشار إلى أن واشنطن تسعى لتحقيق اهدافها وتريد أن يكون في سورية نظام تابع لها. ورأى أن عنان وجه اتهاما ضمنيا لبعض الدول الغربية بانها قامت باحباط خطته. اعربت الصين عن احترامها لقرار استقالة المبعوث الاممي والعربي لتسوية الوضع في سورية كوفي عنان وتدرك الصعوبات التي واجهها في هذا المنصب..
وقال هونغ لي، الناطق باسم الخارجية الصينية أمس إن «الجانب الصيني يعرب عن اسفه بخصوص ترك عنان لمنصبه.. واننا نتفهم الصعوبات التى واجهها عنان في عمله، ونحن نحترم قراره». وأضاف أن الصين تقدر الدور النشط والبناء الذي لعبه عنان في دفع العملية السياسية للقضية السورية قدما. وأكد هونغ أن الصين ملتزمة بالحل السلمي والعادل والملائم للقضية السورية، وانه يتعين على المجتمع الدولي الالتزام بالتسوية السياسية لتلك القضية.
واضاف «ان الصين منفتحة لأي اقتراح يمكن أن يساعد في الحل السياسي للقضية السورية، وتدعم الاممالمتحدة في مواصلة القيام بدور هام في التوصل إلى هذا الحل. نوايا مبيّتة
في المقابل قال البيت الابيض إن قرار كوفي عنان الاستقاله كوسيط في الازمه السوريه يسلط الضوء علي رفض الرئيس السوري بشار الاسد الالتزام بخطه سلام مدعومه من الاممالمتحده وفشل روسيا والصين في محاسبه الاسد في مجلس الامن..
وقال المتحدث باسم البيت الابيض جاي كارني للصحفيين علي متن طائره الرئاسه الامريكيه امس «الرئيس الاسد رغم وعده الالتزام بخطه كوفي عنان يواصل قتل شعبه بوحشيه».
وقال كارني ايضا إن البيت الابيض ما زال يعتقد أن «الاسد يجب أن يرحل» وقال إنه لا يعتقد أن إضافه المزيد من الأسلحة للصراع السوري ستؤدي الي انتقال سلمي. من جانبها استبعدت فرنسا تجديد تفويض بعثة المراقبين الدوليين في سوريا بعد انتهاء تفويضها في وقت لاحق من هذا الشهر.
وقال مندوب فرنسا في الاممالمتحدة الخميس إن مجلس الأمن لن يجدد على الارجح التفويض لبعثة مراقبي الاممالمتحدة في سوريا عندما ينتهي في وقت لاحق من هذا الشهر. ويعني عدم تجديد التفويض مغادرة المراقبين سوريا.
وفي تصريحات للصحفيين، قال جيرار أرو، الذي يرأس مجلس الامن هذا الشهر، «أعتقد أن البعثة ستختفي في التاسع عشر من اغسطس»، وهو موعد انتهاء تفويض بعثة الاممالمتحدة المعروفة باسم يونسميس
وكان المبعوث الدولي كوفي عنان قد القى عقب إعلان استقالته من منصبه بصفته مبعوث الأممالمتحدة والجامعة العربية في سوريا، باللوم على الانقسام في مجلس الأمن الدولي في «تعقيد» مهمته.
وقال عنان في مؤتمر صحفي في جنيف بسويسرا إنه «بذل ما في وسعه» لكن «التحرك العسكري على الأرض وانعدام الاجماع في مجلس الأمن الدولي أثرا بشكل جذري على فاعلية المهمة التي أخذها على عاتقه.».