مع ارتفاع درجات الحرارة وتواصلها خلال الشهر الكريم وتزامن الحدث مع تمتع الطلبة والموظفين بالعطل الصيفية . ولأهالي بنزرت تقاليد مخصوصة في تقسيم يوم الصيام من ذلك استغلاله في التسوق والسباحة والإبحار عبر الشبكة العنكبوتية. شوارع بنزرت يقل ضجيجها في الصباح... ورغم ان الساعة تشير الى التاسعة صباحا فإن الانهج شبه خالية والاصوات خافتة ماعدا منبهات سيارات من يحاول اللحاق بمواعيد العمل. في مقابل هذا يبقى السوق والفضاءات التجارية الكبرى ابرز الفضاءات التي كثر الضجيج حولها... فضلا عن بطاح بنزرت الذي لا تهدأ الحركة من حوله.
السيد: «عربي شريف» متقاعد وجدناه في بهو سوق صلاح الدين بوشوشة للخضر والغلال والاسماك بالمدينة لاحظ ان الحركية دؤوبة منذ اولى ساعات اليوم في رمضان بأروقة السوق وانه مع ارتفاع درجات الحراة وطول ساعات اليوم وحره يخير ان يقسم ساعات اليوم ما بين التبضع والتسوق باكرا ثم الذهاب الى الجامع لصلاة الظهر ثم القيلولة والتجوال الى حين موعد الافطار... وغير بعيد عنه افاد كل من الحاج محرز وطاهر التونسي من معتمدية منزل بورقيبة ان التسوق صباحا هي من الفقرات القارة على امتداد الشهر الكريم فضلا على التجوال والتمتع بنسيم بحر بنزرت.
وأشارا الى افتقاد هذه المنطقة لوسائل ترفيه لاسيما لكبار السن وذلك وسط الدعوة الى نيلها حظا من التنمية العادلة على حد وصفهما.وللشباب والعائلات في معتمديات ومدن بنزرت الواقعة على البحر على غرار مدينة منزل عبد الرحمان طرق مخصوصة في التقليل من ارتفاع درجات الحرارة. وحيث يكون الملجأ الى الصيد والسباحة في اماكن متعارف وذلك بما يعرف بالمزوقة وببطاح بنزرت وبالقرب من مينائها القديم بالقصيبة القلب النابض ايضا في ايام الصيام وعلى امتداد أشهر السنة.
وفي هذا الصدد لا حظ الشاب «حمزة» الذي كان مرفوقا بشقيقه الى شاطئ البطاح ان الوجهة المفضلة ابان تمتعه بأيام راحة سنوية هي البحر وذلك من الساعة الحادية عشرة صباحا الى حدود الرابعة بعد الزوال حيث تكون فرصة سانحة لصيد اسماك على غرار البوري والقاروص فضلا عن العوم في البطاح الذي يشد اليه الرحال اهالي بنزرت على امتداد اشهر الحر خاصة.
وفي ذات السياق ابرز الشاب جلال شتوان (طالب) ان البحار والشواطئ المترامية هي ابرز وجهات العائلات البنزرتية للتوقي من سخونة الطقس والتغلب على طول ساعات منذ اول ايام شهر الصيام لاسيما واهمية وقت الفراغ لأغلب الموظفين والطلبة والتلاميذ خلال هذه الفترة.
«البطاح» الذي تنوعت فيه المشاهد بين من انهمك في الصيد في شكل مجموعة من الشباب ومن حبذ العوم او الجلوس وتفحص بعض الجرائد .
القيلولة والتشات على النات هي من الخيارات الاخرى التي آثرها بعض من تحدث إلينا من ذلك الشاب : وجدي النجار من مدينة بنزرت الذي اعتبر ان تقسيم اوقات يوم حار يكون ما بين العمل والقيلولة الى حدود الساعة السابعة مساء وهو تقريبا ذات ملجإ الشاب «علي الحمروني» من ماطر موظف .
وفي اتجاه اخر اوضح عدد ممن يمتهن المهن الحرة ان تواصل العمل الى ساعات قريبة من موعد الافطار ربما يكون خيارا اما عن رغبة او اضطراريا لدى البعض الاخر لاسيما ذات الطابع التجاري منها والمتعلق بتجهيزات الاعراس.
حيث ابرزت كل من الشابتين : «رحمة ومنال» عاملتين بإحدى المحلات التجارية ان فترة العمل قد تتواصل الى حدود الرابعة والنصف بعد الظهر ليكون الخيار بعد ذلك البحر منها الكرنيش البحر الجميل. وهي تقريبا ذات الوضعية التي عبر عنها الشاب « عماد المشرقي» اصيل سجنان حيث يمتهن مهنة حرة في محل لبيع الاحذية موضحا ان تعديل وقت الشروع في العمل صباحا هو الملجأ بعد ليل سمر فضلا على التشات لقتل الوقت احيانا.