تتألف عائلة المنصف عجيلي القاطن بطرزة الشمالية (العلا بالقيروان) من 5 أفراد منهم 3 معوقين بعد ان قضى رابعهم نحبه وهو معوق توفي دون ان يتمتع بالعناية اللازمة. هذه العائلة تنتظر لفتة كريمة من أصحاب القلوب الرحيمة. العائلة ظلت تكابد الفقر والخصاصة والحرمان في ظل تجاهل المسؤولين الجهويين والمحليين المتعاقبين، الأمر الذي انعكس سلبا على حياة أفرادها وجعلهم يعيشون واقعا صعبا للغاية. ويخشى الوالد المنصف ان يلاقي بقية ابنائه المعوقين نفس مصير شقيقهم خاصة في ظل الظروف الاجتماعية الصعبة التي لا تحلها منحة اجتماعية ولا دفتر علاج ولا علبة مواد غذائية. فالعائلة تواجه فقرا مدقعا لا يوصف ولا يتخيله عقل.
الاطفال المعوقون وهم العمري ومريم وعمر اما عبد القادر فقد قضى نحبه بسبب غياب العناية الطبية والاجتماعية ولا يزال الثلاثة المتبقون أحياء يواجهون ظروفا معيشية صعبة جدا في ظل عجز الاب عن توفير أبسط متطلبات الحياة اليومية لهم من غذاء ودواء وملبس. وهو يعيش مع أسرته في غرفة واحدة هي في ذات الوقت مطبخ ومكان للجلوس والنوم ورغم محاولاته العمل في الحضائر الظرفية.
حدة بن صالح زعيري (84 سنة) والدة المنصف تسكن كوخا بدائيّا من الطوب مسقوف بجذوع الأشجار (ما يعبر عنه بالرشق) وبعض مواد البناء التقليدية بعد ان بدأت الشقوق تظهر فيه وأكدت ان المياه تتسرب اليه في وقت الشتاء وأصبح مهددا بالسقوط ووجهت عديد النداءات لمساعدة ابنها على توفير مآوى لهم لكنها تركت امرها لله وتريد العيش بقية حياتها في كوخها.
ابنها (المنصف) افادنا انه يتقاسم المساعدات التي يتحصل عليها من اصحاب الخير في بعض الاوقات مع والدته التي تريد الطبخ وحدها في كوخها البدائي بالرغم من عدة محاولات منه لمساعدتها. وتتجسد معاناة هذه العائلة في غياب العناية الصحية والاجتماعية مطالبة بتوفير أبسط ضروريات الحياة وبالرغم أن المعني قدم العديد من المطالب الى السلط الجهوية والمحلية لكن لا آذان صاغية حسب قوله.