أمام عدد كبير من نقابيي صفاقس، توقف حسين العباسي الامين العام للاتحاد العام التونسي للشغل عند ما وصفه ب«الهجمة الممنهجة التي يتعرض لها والعمل النقابي ضمن سيناريو انطلق من صفاقس بأحداث مستشفى الهادي شاكر وتواصل بانتصاب المحاكم هنا وهناك مستهدفة النقابيين والعمال، مضيفا انه لا أحد فوق القانون مطالبا باطلاق سراح الموقوفين واستئنافهم لأعمالهم». كان ذلك في تجمع عمالي كبير بمقر الإتحاد الجهوي للشغل بصفاقس صباح يوم امس الأحد إحياء لذكرى أحداث 5 أوت 1947 بحضور عدد من أعضاء المكتب التنفيذي للاتحاد وأعضاء الهيئة الإدارية على غرار بلقاسم العياري وحفيظ حفيظ وسمير الشفي وعبد الكريم جراد ومحمد شعبان الكاتب العام للاتحاد الجهوي للشغل بصفاقس وغيره من نقابيي صفاقس.
وتوقف العباسي عند ما سماه بازدواجية خطاب الحكومة في تعاملها مع الاتحاد «الذي يُوصف إعلاميا بكونه شريكا فاعلا في مختلف القضايا الوطنية في حين أن الواقع لا يعكس ذلك تماما» مبرزا لومه لكل من يسعى إلى تعطيل العمل النقابي .
وكان العباسي قد انطلق في كلمته بتحية شكر وتقدير لجهة «صفاقس المناضلة» مبينا أنه وبعد تأسيس الاتحاد بسنة ونصف تقريبا كان يوم 5 أوت 1947 موعدا للإضراب الجهوي والصدام مع المستعمر ليسقط عديد الشهداء وتواصلت هذه النضالات ليقدم الاتحاد يوم 5 ديسمبر 1952 فرحات حشاد شهيدا لا من أجل العمال بل من أجل الوطن مما يعني أن الاتحاد لم يقتصر منذ تأسيسه على الدور الاجتماعي فحسب بل لعب دورا سياسيا كبيرا تجلى في عديد المظاهر فالاتحاد ركيزة أساسية في المجتمع التونسي به تحررت البلاد وتأسست الدولة الحديثة.
وذكّر العباسي بدور الاتحاد في تأطير مسيرات الثورة وخص جهة صفاقس من خلال مسيرة 12 جانفي التي شارك فيها اكثر من 50 ألف شخص مطالبين بإسقاط النظام كما أبرز العباسي دور الاتحاد في تقريب وجهات النظر بين مكونات المجتمع المدني والفرقاء السياسيين إبان الثورة من خلال تركيز لجان حماية الثورة وهيئة الإصلاح السياسي والانتقال الديمقراطي وإسقاط حكومتي الغنوشي الأولى والثانية..
وبعد أن ذكر بمساهمة الاتحاد في إنجاح الانتخابات استنكر الامين العام للاتحاد الأصوات المتعالية مؤخرا في المطالبة بحصر عمل الاتحاد في الجانب الاجتماعي دون السياسي مؤكدا أن ذلك غير مقبول باعتبار أن المسار السياسي هو الذي يحدد المسارين الاقتصادي والاجتماعي.
وختم العباسي بالتأكيد على تفهم الاتحاد للوضع الدقيق الذي تعيشه البلاد مؤكدا على تمسكه بالحوار ولا شيء غير الحوار مع الاستعداد التام للنضال.وكان محمد شعبان الكاتب العام للاتحاد الجهوي للشغل بصفاقس أشار في كلمته الإفتتاحية إلى أن الاتحاد سيكون صلبا وقادرا على الصمود وعلى مواجهة كل المؤامرات التي استهدفته مشيرا الى اتخاذ الإتحاد كل الإجراءات اللازمة في شأن كل نقابي لا يلتزم بالاضرابات القطاعية التي دعت اليها الهيئة الادارية الجهوية الاستثنائية للاتحاد والتي تقرر استئنافها بداية من اليوم الاثنين.