الحليم: هو الذي يؤخر العقوبة على مُستحقيها ثم قد يعفو عنهم. ثمرات اسم الله الحليم 1- شدّة الحلم تزيد في العمر: استناداً لقوله تعالى {وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ} (الرعد 17) فالحليم يطول عمره لأن الغليان والحقد يقصر العمر أما الحليم فيبقى صحيح الجسم ويطول عمره. 2- لا يعجّل لعباده العقوبة في الدنيا: قال تعالى {وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِن دَابَّةٍ وَلَكِن يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى فَإِذَا جَاء أَجَلُهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِعِبَادِهِ بَصِيرًا} (فاطر 45) 3- التفاف النّاس حولك: قال تعالى {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ} (آل عمران 159) 4- من حلِم ساد: سئل الأحنف بن قيس بم سدت قومك؟ قال وجدت الحِلم أنصر لي من الرّجال. لا سؤدد مع الانتقام فمن انتقم فقد شفي غيظه فلا يجب حمده.من حلِم ساد ومن عفا عظم ومن تجاوز استمال القلوب إليه. 5- رب العالمين القوي الجبار المتكبر يستر ذنوب عباده مهما بلغت ويأخذ عبده المذنب يوم القيامة في كنفه فيسأله ألم تفعل كذا في الدنيا وسترتها عليك؟ فيقول العبد أجل يا رب فيقول سبحانه وأسترها عليك وأغفرها لك اليوم وهو تعالى يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور فكم يذنب المرء وكم تحدثه نفسه بالمعاصي والشهوات ومع علم الله تعالى بكل هذه الأحاديث لا يحاسب عليها إلاّ أن يفعلها الإنسان وحتى لو فعلها ثمّ تاب واستغفر ربّه يغفر الله تعالى له. 6- ومن حلم الله تعالى حلمه على فرعون الذي ادعى أنّه الإله ومع هذا أرسل الله تعالى له موسى وهارون عليهما السلام فقال تعالى {اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَّيِّنًا لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى} (طه 43 و 44) 7- ومن حلمه تعالى أنّه لو بلغت ذنوب العبد ما بلغت يغفرها الله تعالى له كما جاء في الحديث القدسي عن أَنَسٍ رَضِي اللهُ عَنْهُ قالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقولُ: قَالَ اللهُ تَعَالَى: {يَا ابْنَ آدَمَ إِنَّكَ مَا دَعَوْتَنِي وَرَجَوْتَنِي غَفَرْتُ لَكَ عَلَى مَا كَانَ مِنْكَ وَلاَ أُبَالِي، يَا ابْنَ آدَمَ لَوْ بَلَغَتْ ذُنُوبُكَ عَنَانَ السَّمَاءِ ثُمَّ اسْتَغْفَرْتَنِي غَفَرْتُ لَكَ، يَا ابْنَ آدَمَ إِنَّكَ لَوْ أَتَيْتَنِي بِقُرَابِ الأَرْضِ خَطَايَا ثُمَّ لَقِيتَنِي لاَ تُشْرِكُ بِي شَيْئًا لأَتَيْتُكَ بِقُرَابِهَا مَغْفِرَةً} (رواهُ التِّرْمِذيُّ وقالَ: حديثٌ حَسَنٌ صحيح) 8- ومن حلمه سبحانه وتعالى أنّه يبدل السيئات حسنات: قال تعالى {إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا} (الفرقان 70) فإذا تاب المذنب يبدل الله تعالى سيئاته حسنات ومن ستر الله تعالى على العباد أنّه لو فضح كل ذنب لما سلّم أحدنا على الآخر ولما صلّى أحد على جنازة أحد فالله تعالى يحب الستر ويحب الستارين الذين يسترون على عباده ويكره الذين يتتبعون عورات النّاس ويفضحونهم فهؤلاء يتتبع الله عوراتهم ويفضحهم يوم القيامة. 9- كل اسم من أسماء الله الحسنى له سرٌ: قال تعالى {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} (الأعراف 180) ادعوه بها بمعنى اعبدوه بها وقد ثبت أنّ كلّ إنسان يفتح الله تعالى عليه باسم من أسمائه الحسنى حسب الحالة. 10- ومن ذكر الله تعالى بهذا الاسم عند جبّار وقت غضبه سكن غضبه. 11- ويقول العلماء أنّه من ذكر الله تعالى بالحليم الرؤوف المنّان ما ذكره خائف إلا أمِن. من كتابه «فسحة في أسماء الله الحسنى»