«الشروق» مكتب صفاقس الحريق كما قال إمام الجمعة الأستاذ ياسين المصمودي ل «الشروق»، اندلع في حدود الساعة الثامنة و5 دقائق لما همً نقيب الجامع بتشغيل النور الكهربائي ومكيفات التبريد استعدادا لصلاة العشاء والتراويح. .
لحظتها استمع النقيب إلى دوي قوي ومتكرر رافقته نيران عالية وألسنة دخان تصاعدت من هنا وهناك وخاصة في الجانب الخلفي والفضاء المخصص للنساء ومنه توسعت النيران للجانب الأمامي ولم يسلم من بيت الرحمان إلا الجانب الشرقي منه.
وفور بلوغ الأمر إلى الحماية المدنية تحرك الأعوان إلى المدينة العتيقة لإطفاء ألسنة اللهب التي أتت على جزء من الخشب وبعض المفروشات، لكن هذه النيران لم تأت على كتب القرآن الكريم. . ورجح المدير الجهوي للحماية المدنية بصفاقس السيد مالك ميهوب أن يكون خلل كهربائي بأجهزة التبريد وراء الحريق الذي اهتز له جامع سيدي الياس والمصلون ينتظرون إحياء العشر الأواخر من شهر الصيام. الشيخ المصمودي وهو أحد الأئمة الذي يجتمع حوله عدد كبير من المصلين لعمق خطبه واعتدال طرحه، لم يخف استياءه الشديد من عدم تحرك الجهات المسؤولة إلى جامع « سيدي إلياس « فور وقوع الحادث الأليم، . .ما حصل كارثة بأتم معنى الكلمة، ومع ذلك يشعر الشيخ بتجاهل المسؤولين لهذا المعلم الديني والحضاري الهام بصفاقس. جامع « سيدي إلياس « يحتل هذا الجامع رّكن الشّمالي من ساحة القصبة وتحيط به أربعة أنهج هي: نهج القصر غربا ونهج سيدي عبّاس شرقا وساحة القصبة جنوبا ونهج أميلكار شمالا وقد أسس الجامع سنة 852 هجري الموافق لسنة 1448 ميلادي، وهو بذلك يعد أقدم جامع بصفاقس وكان في أوّل هندسته يحتوي على بيت صلاة تقع بصحن يحيط به من الجهة الشّرقيّة والجنوبية أمّا الجهة الغربيّة فكانت مقبرة ويجاور بيت الصّلاة جنوبا قبّتان صغيرتان، وقد أدخلت عليه جمعيّة الأوقاف إصلاحات سنة 1311 ه ( 1894 م) ونقش على منبره أنّه صنع في شهر ذي الحجّة 1311 ( جوان 1894) وهو التّاريخ الّذي أ صبح فيه مسجد سيدي الياس جامع جمعة وأوّل إمام به للجمعة والصّلوات الخمس هو الشيخ محمود الكتاري.