انتقد الممثل التونسي غانم الزرلي الذي أدى دور الصحابي علي بن أبي طالب في مسلسل «عمر»، الحملة الداعية الى ايقاف بث المسلسل، واصفا إياها بالجهل والتطرّف. وقال الممثل إن الحملة، والحمد & حسب قوله، لم تكن ذات أهمية لضعف المشاركين فيها. «الشروق» أجرت حوارا مع غانم تحدث فيه عن أبرز القضايا والمشاكل التي أثيرت حول العمل، كما تحدث عن مشاركته فيه، وكيف تم اختياره لدور الإمام علي.
من هو غانم الزرلي، وكيف وصل الى هذه المرتبة للمشاركة في عمل تلفزيوني ضخم مثل «عمر»؟
غانم الزرلي ممثل تونسي، شاب، متخرج من المعهد العالي للفن المسرحي، شارك في أعمال مسرحية وتلفزيونية وسينمائية من بينها «ثلاثون» للمخرج فاضل الجزيري، و«الذهب الأسود» للمخرج الفرنسي جان جاك أنو.
كما شاركت في مسلسل «نجوم الليل» وبعض الأعمال المسرحية والأفلام القصيرة. وعن اختياري لدور «علي ابن أبي طالب» في مسلسل «عمر»، فقد كان باقتراح من الصديقين محمد المغراوي الذي عمل مدير تصوير في المسلسل، والممثل فتحي الهداوي الذي شارك بدوره في العمل بدور «أبو سفيان».
ولكن كيف كان تقبل المخرج لهذا المقترح؟
المخرج شاهدني في فيلم «ثلاثون»، وكان يبحث عن ملامح أو «بروفيل» محدد لدور علي. ولما تحولت الى سوريا ورآني، قال هذا هو «البروفيل» الذي أبحث عنه.
بصراحة ألم يفاجئك الدور؟ ألم تخف من أدائه خصوصا وأن هناك جدلا حول تجسيد مثل هذه الادوار ذات البعد القدسي؟
نعم فوجئت بالدور الى درجة أنني طلبت من المخرج أن يمهلني بعض الوقت للتفكير. وبعد تفكير لم يدم في الحقيقة طويلا، وافقت على العمل.
ولماذا ترددت في الأول؟
أنا لم أتردد، ولكن الدور كما تعلم، لم يقع تجسيده في السابق لأسباب كثيرة، ولما تحدثت مع المخرج حاتم علي، طمأنني بوجود لجنة علمية تشرف على المسلسل، وتتكون من علماء دين مشهود لهم عربيا وعالميا.
هل صحيح أن هذه اللجنة أقرّت شروطا مجحفة مقابل أداء أدوار الصحابة ومنها دور الإمام علي؟
أنا شخصيا لم أخضع لشروط مجحفة باستثناء أنهم طلبوا مني عدم التمثيل في أعمال أخرى خلال بث المسلسل. ولكن هناك من تحدّث عن منع من التمثيل لسنوات، وهو ما ذكره المخرج حاتم على ذاته بخصوص الممثل سامر اسماعيل الذي أدى دور عمر ابن الخطاب! لا اعتقد فقد سألت سامر اسماعيل ذاته الذي أعلمني أن مدة المنع لا تتجاوز موسما واحدا حتى لا تختلط الامور على المشاهدين فلا يميزوا بين التمثيل والشخصيات في الواقع. وقع شن حملة على المسلسل وهناك حتى من طالب بإيقاف بثه على التلفزيون وذلك من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، كيف كان تفاعلك مع هذه الحملة؟ اعتقد ان الحملة على المسلسل بدأت منذ التصوير، وكان المخرج يحاول دائما ان لا يتسلل تأثيرها الى داخل البلاتو.وفي رأيي لم تكن الحملة ذات أهمية والدليل ان المسلسل عرض على الفضائيات العربية واستحسنه المشاهدون.
وعلى ما كانت الحملة؟
على تجسيد أدوار الصحابة، فهناك من يرى ان تجسيدهم من المحرّمات.
ما هو تقييمك للمسلسل؟
فيه جرأة كبيرة في الكتابة والطرح وخصوصا على مستوى الشخصيات. كما ضمن جانبا انسانيا كبيرا في تناول الشخصيات ومنها شخصية «وحشي» بالخصوص الذي أداه الممثل التونسي زياد التواتي. لأول مرة يحوز وحشي على مساحة كبيرة في عمل أظهر الجانب الانساني فيه وذلك عكس ما كان يجري في تناول هذه الشخصية العظيمة. فقد كان دور وحشي في كل الاعمال السابقة ثانويا. بصراحة فوجئت بما صورناه.
تحدثت عن أسماء تونسية عديدة في المسلسل. هل كانت المشاركة التونسية كبيرة في هذ العمل؟
كبيرة جدا.. وأذكر من الاسماء التي لم أتحدث عنها في الحوار الممثلة مرام بن عزيزة في دور ملكة الفرس ومحمد ڤريع في دور امبراطور روماني، أضف الى هذه الاسماء قائمة التقنيين مثل مهندس الصوت والمساعدين.. اعتقد ان أغلب عناصر المسلسل من تونس.