السكك الحديدية التونسية تعلن عن إطلاق السفرة التجريبية الأولى للرحلة الرابطة بين الجزائر وتونس    وكالات إغاثة تحذر من انتشار المجاعة في 18 دولة    تتصدرها قمة نيجيريا و جنوب إفريقيا…برنامج أبرز مباريات اليوم الجمعة و النّقل التلفزي    طقس اليوم: الحرارة تصل الى 42 درجة مع ظهور الشهيلي    اليوم: طقس بمُميزات صيفية    مدنين : تسجيل حالة غش في مادة التفكير الإسلامي في ثاني أيام الباكالوريا    سوريا: قتلى ومصابون إثر سقوط حافلة أطفال في نهر    وزير الحج السعودي: حجاج بيت الله الحرام يتجاوزون 1.2 مليون    الخارجية اليابانية: روسيا تهدّد باستخدام الأسلحة النووية    اليوم: درجات الحرارة تصل إلى 42 درجة مع ظهور الشهيلي    اكتشاف السبب الرئيسي لمرض مزمن يصيب الملايين حول العالم    هند صبري تلفت الأنظار في النسخة العربية لمسلسل عالمي    إعلان نتيجة تصويت أندية "البريمير ليغ" على إلغاء تقنية الفيديو "VAR"    غزة.. إصابة 24 جنديا صهيونيا خلال 24 ساعة    بن عروس: إيقاف 5 أشخاص بينهم شخص محل 19 منشور تفتيش    بعثة المنتخب الوطني تصل إلى جوهانزبورغ    وزارة الداخلية تُطيح بالمُشرف على صفحة level bac في إطار مقاومة الغش في الباكلوريا    رئيس الدولة يلتقي وزير الداخلية وكاتب الدولة المكلف بالأمن الوطني..وهذا فحوى اللقاء..    المهدية...أصرّ على تحقيق حُلمه بعد 20 سنة من الانقطاع عن الدّراسة ...شاكر الشّايب.. خمسينيّ يحصل على الإجازة في الفنون التشكيليّة    الفنان شريف علوي .. خلاصة مسيرتي ستكون على ركح قرطاج    رجال أحبهم الرسول ..أسامة بن زيد .. الحِبّ بن الحِبِّ    الأم مدرسة إن أعددتها أعددت شعبا طيب الأعراق    ملف الأسبوع...دين التسامح والرحمة والعفو ...الإسلامُ نقيض العنف    بين هاتين الولايتين: الديوانة تحجز بضائع مهربة بقيمة تفوق المليار..#خبر_عاجل    الدورة 48 لمهرجان دقة الدولي من 29 جوان إلى 10 جويلية و11 سهرة في البرنامج    كأس العالم للسيدات (أقل من 20 سنة): "الفيفا" يقرر استخدام تقنية الفيديو    اعادة تهيئة الملعب الاولمبي بسوسة : نحو استكمال اشغال تركيز الانارة والسبورة اللامعة ومحطة الارسال التلفزي في موفى شهر جويلية القادم    بلاغ هام للجامعة التونسية لكرة القدم..#خبر_عاجل    الإعلان عن الفائزين في المسابقة الوطنية لفن السيرك    قبلي: تنظيم ورشة تكوينية بمدرسة علوم التمريض حول استعمال المنظومة الاعلامية في تلاقيح الاطفال    الأونروا: "يوم مروع آخر" في غزة بعد قصف الجيش الصهيوني مدرسة للوكالة..    هيئة الدفاع: عبير موسي تواجه 5 قضايا شابتها عدة خروقات إجرائية..    الموسيقي التونسي ظافر يوسف يقدم عرضا في مهرجان الجاز بشرق سيبيريا    عاجل/ قرار قضائي بمنع حفل "تذكّر ذكرى" المبرمج الليلة    إيلون ماسك: بعض الدول قد تختفي بسبب نقص الولادات    عاجل/ تونس تطرح مناقصة دولية لشراء القمح والشعير    العائدات السياحية تزيد ب7،8 بالمائة في موفى ماي 2024    ديوان الطيران المدني والمطارات :ارتفاع حركة عبور المجال الجوّي    تونس تعكف على إعداد استراتيجية وطنية للتصدير تركز على أسواق آسيا وأمريكا اللاتينية    هيئة الانتخابات تتدارس ضبط انموذج التزكيات    عاجل-أثارت ضجة كبيرة/ فاتورة ماء بإسم "الجمعية التعاونية الإسرائيلية": الصوناد تكشف وتوضح..    وزيرة الصناعة تؤكد على مزيد استقطاب الإستثمارات الفرنسية إلى بلادنا    السيطرة بالكامل على البؤرة الثانية للحشرة القرمزية بالقصرين    اليوم رصد هلال شهر ذي الحجة 1445    بعد إنسحابه من رولان غاروس: نوفاك ديوكوفيتش يخضع لجراحة ناجحة في الركبة    عاجل: هيئة كبار علماء السعودية تكشف موعد عيد الأضحى    وفاة برهان الكامل سفير تونس لدى باكستان    خطّ أخضر جديد ''192'' خاص بالإشعارات الموجّهة إلى مندوبي حماية الطفولة    تزامنا مع ارتفاع درجات الحرارة: وزارة الصحة تصدر بلاغ هام وتحذر..#خبر_عاجل    عاجل/ مستجدات في جلسة محاكمة شيماء عيسى..    وزارة التربية تنفي تسريب اختبارات اليوم الثاني لإمتحان الباكالوريا    النادي الافريقي يصدر بلاغ هام..#خبر_عاجل    الدورة 65 لمهرجان سوسة الدولي: يسرى محنوش في الافتتاح ومرتضى في الاختتام    700 مليون دولار استثمارات تركية في تونس.. مساع لتعزيز المعاملات البينية    اجة: مبادرة بقبلاط لتخفيض سعر الخرفان    السعال الديكي يتفشّى في أوروبا والسلطات تحذّر    الصحة العالمية تعلن تسجيل أول وفاة بشرية بمتحور من إنفلونزا الطيور..#خبر_عاجل    رئيس الحكومة يلتقي عددا من أفراد الجالية التونسية بسيول    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



لم تطرحها الثورة، وآخرها قضية المرأة : مسائل محسومة في «فخ» المزايدات السياسية
نشر في الشروق يوم 15 - 08 - 2012

لم يخرج الجدل القائم منذ أيام حول مشروع الفصل 28 من الدستور الجديد ومسألة المساواة بين المرأة والرجل عن دائرة الجدل الذي أثير مرارا حول عدد من القضايا التي من المفترض أنها محل توافق ومحسومة منذ سنوات بل عقود، وهو ما يؤكّد ان الأمر يندرج في باب المزايدات السياسية.

وقد أثير جدل كبير قبل أشهر حول مصادر التشريع في الدستور الجديد والتنصيص على اعتماد الشريعة، قبل أن يتم حسم الجدل سياسيا بموقف من حركة «النهضة» التي أكّدت تمسكها بالفصل الأول من دستور 1959، وهو موقف أرضى قطاعات واسعة من مكونات الساحة السياسية وأوجد حالة من التوافق حول مسألة مهمة لا يمكن المضي في كتابة الدستور قبل حسمها، وانتهى الحديث عن هذا الموضوع منذ ذلك الحين.

وسعت حركة النهضة عبر بيان أصدرته بمناسبة عيد المرأة إلى رفع اللبس عن مسألة المساواة بين المرأة والرجل ومكانة المرأة في المجتمع، وذهب رئيس الحركة الشيخ راشد الغنوشي إلى القول إنه لولا المرأة ما كانت «النهضة» لتنال الأغلبية في المجلس التأسيسي اليوم، كما أكد الغنوشي في تصريحات سابقة أنه لولا نضال المرأة وصمودها لما صمد رجال «النهضة» في السجون ولما كان للحركة أن تعيش هذا الانتقال من السجون والمنافي والمطاردة والتضييق إلى السلطة والحكم.

مبررات الجدل

ومع التقدّم في كتابة الدستور وصياغة النسخة الأوليّة منه تظهر بعض المسائل الخلافية بين الفرقاء السياسيين ولكن بعض القضايا تتّخذ حجما أكبر من الجدل حولها مثل قضية مكانة المرأة ومسألة المساواة بينها وبين الرجل، والتي كانت محل تجييش من بعض الأطراف التي أطلقت حملة بدأت برفض مشروع الفصل 28 الذي طرحته حركة النهضة وتم التصويت عليه في لجنة الحقوق والحريات، وانتهت بالاحتجاج ورفع الشعارات والتحذير من الانتقاص من حقوق المرأة والالتفاف على مكاسبها والدعوة إلى «المساواة التامة» بين المرأة والرجل...وقد أثار هذا الفصل جدلا كبيرا اذ اعتبرته بعض الأطراف نكوصا عن الحداثة وتراجعا عن المكاسب التي حققتها المرأة التونسية مبينة أن صيغة «التكامل» الواردة في هذا الفصل تحيل إلى «الاستنقاص من دور المرأة ومن مكانتها باعتبارها متساوية مع الرجل وشريكة له وليست طرفا تابعا له»... وفي المقابل أوضحت فريدة العبيدي رئيسة لجنة الحقوق والحريات عن حركة النهضة ان الصيغة الأولى من الفصل فيها تأكيد واضح وصريح على حماية حقوق المرأة ودعم مكاسبها حسب رأيها، وبينت أن ما يهم المرأة التونسية بالأساس هو ضمان حقوقها في الصحة والتعليم والتربية والشغل وفي تحمل مختلف المسؤوليات وضمان كرامتها مع تحقيق العيش الكريم للمرأة الريفية واعتبرت ان التكامل المقصود في هذا الفصل هو في تقاسم الأدوار بين المرأة والرجل.

فهل أنّ القضية تستحق كلّ هذا الجدل، وهل صحيح أن مكتسبات المرأة صارت اليوم في خطر أم أنّ الأمر لا يعدو أن يكون مجرد تصفية حسابات ومزايدات سياسية؟
ويعتبر متابعون للشأن السياسي في تونس أنّ الجدل حول مشروع الفصل 28 يأتي في وقت تشهد البلاد استقطابا سياسيا حادا وتوظيفا سياسيا كبيرا لكل الأحداث والتطورات والتصريحات التي تصدر عن هذا الطرف أو ذاك.

وأعربت محرزية العبيدي نائبة رئيس المجلس التأسيسي عن أملها في «أن لا تندرج كل هذه الجلبة التي أحدثها الفصل 28 من مسودة الدستور ضمن مزايدات سياسية بين تيارات حزبية، مؤكّدة أنّ «مكتسبات المرأة التونسية هي ركيزة من ركائز العقد الاجتماعي والمساس بها هو مساس من العقد الاجتماعي».

المساواة.. وشعارات الثورة

ورأى أستاذ القانون الدستوري، قيس سعيد، أن تناول مسالة المساواة بين الرجل والمرأة يجب أن يتم وفقا لمستويين اثنين يتعلق الأول بمبدإ أساسي وجوهري لا يمكن إغفال التنصيص عليه في الدستور القادم ويتمثل في المساواة بين المواطنين وهو مبدأ لا يمكن أن يتجاهله اليوم أي دستور في العالم حسب تأكيده.
أما المستوى الثاني فهو يتصل بمجلة الأحوال الشخصية، التي تختلف حسب سعيد عن الدساتير، معتبرا أن الفضاء الخاص للمرأة وعلاقاتها العائلية ينظم بالأساس بناء على قواعد هامة أبرزها هذه المجلة.

وقال سعيد «ليس هناك اليوم أي مبرر للتراجع عن مكاسب المرأة لأنّ التونسيين لم يطرحوا في ديسمبر 2010 وجانفي 2011 إطلاقا المسائل المتعلقة بحقوق المرأة بل طرحوا مسألتي الحرية والكرامة»، داعيا كل الأطراف إلى النأي بحقوق المرأة ومكاسبها عن التجاذبات والصراعات السياسية والانتخابية الضيقة.
وللخروج من هذه التجاذبات، اقترح قيس سعيد تضمين حقوق المرأة التونسية ومكتسباتها في نص «إعلان تونسي لحقوق الإنسان والمواطن» يضعه المجلس الوطني التأسيسي ثم يعرض على الاستفتاء ليكون له بذلك قيمة قانونية أعلى من الدستور.

واعتبر سعيّد أنه «ليس هناك مبرر لإدراج صيغة التكامل في نص الدستور القادم، باعتبار أنها صيغة لا يمكن أن يترتب عنها أي اثر قانوني» على حد تعبيره.
وكان رئيس الجمهورية محمد المنصف المرزوقي أكّد أنه «ليس بمقدور أحد اليوم أن يهدد مكتسبات المرأة أو أن يضعها في إطار السجال والمزايدة السياسية، بعد أن أصبحت بفعل نضالات أجيال واقعا مجتمعيا غير قابل للمراجعة».

ورأت وزيرة المرأة سهام بادي أن في هذا الجدل «علامة ايجابية» لكنها قللت في الآن نفسه من هامش الاختلاف بين الفرقاء السياسيين حول هذا المسألة على اعتبار أن حقوق المرأة لا تقبل، من وجهة نظرها، «المزايدة» وهي في اتجاه «الدعم لا التراجع من قبل الجميع».


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.