وقد فسر السيد الخادمي سبب اختياره لهذا الموضوع بغايتين «تتعلّق الأولى بالتجديد وإحياء المفاهيم الإسلامية وتعميق الثقافة الشرعية والغاية الثانية الاستفادة من هذا الموضوع في فقهنا المعاصر وفي عملنا الإسلامي الحديث اقتداءا بالسلف الصالح الذين تصدوا لحفظ الدين وتصحيح السنة وتفعيل الأحكام» مضيفا «ما أحوجنا اليوم إلى فقه هوحقيقة في الدين قديم في المعنى منهجا في النبوة وهو مراد للخالق تبارك وتعالى ولكن النفس المتعلنة دأبت على أن لا تعانق معاني الأمور ولا تلامس حقائقها بل هي نفس قد نُشِّئت على العجل والتسرع وعلى الظاهر من القول ومن الفعل وعلى الشكليات دون الجواهر» . حرص السيد الخادمي الذي تميز بتمكنه من علوم الفقه على تبويب محاضرته التي اتسمت بالعمق والدقة المنهجية العلمية إلى جزئين الأول ضمنه أمثلة من الأحكام التشريعية والعبادات وفق سلم الأولويات في الممارسة كمبدإ جوهري في الفقه الإسلامي مستدلا بأمثلة تندرج ضمن القاعدة الفقهية التي تقر بالفرض قبل النفل فيما يخص بعض العبادات كالصلاة والصيام... مؤكدا على قاعدة الأَوْلَى معتبرا إياها «من القواعد الفقهية الأساسية في الإجتهاد وفي الفتوى وفي التوجيه الديني مضيفا بالقول «ما أحوج فقهائنا اليوم إلى هذه القاعدة حتى يكون فقههم مبنيا على أصوله المعتبرة وليس مبنيا على ظواهر في الفتوى وفي المعرفة الفقهية ما أكثر المتفقهين ظاهرا وما أقلّهم مرادا وأصولا ومقاصد وقواعدا وما أكثر العاملين بالجزئيات دون إرجاعها إلى الكليات فمن الكليات النبوية منهج الأولويات ومنها الرفق بالناس والرحمة والرغبة في إصلاحهم بتقديم الأولى والأصلح عن طريق التجميع والتوليف لا التفريق والتقسيم والتمزيق. فسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم كان لا يقتل المنافقين حتى لا يقال أنه يقتل أصحابه « ،أما الجزء الثاني تدرّج فيه إلى الممارسات والمعاملات الإجتماعية في الزمن المعاصر في قضايا أوسع وأشمل تندرج ضمن قاعدة «مراتب الأعمال أي تقديم ما يجب تقديمه وتأخير ما يجب تأخيره بما يمليه المنطق والأولويات» التي يحتاجها مجتمعنا الحاضر داعيا إلى ضرورة التمحّص في الدين بعيدا عن التأويلات الشخصية و ما أسماه بالأحكام السطحية غير المتعمقة في أصول الفقه كما شدّد على وجوب الإهتمام بأولويات المجتمع تماشيا مع خصوصياته والظرفية التي تلم به مؤكدا بالقول « الأوْلى الآن أن يقوم المجتمع الأهلي والمدني والخيري بتنظيف البلاد وبإماطة الأذى عن الطريق وهي من شعب الإيمان ، الأوْلى الآن العمل والإنتاج والصبر والمثابرة وإعطاء فرصة للخيّرين في هذه البلاد ولكل الدولة من أجل أن يأخذوا فرصتهم في البناء والإصلاح في ظل التحديات الموجودة والملفات الكثيرة التي تركت خلال الفترة الماضية والتي تحتاج إلى جهود وإرادات» .
تعرض الحاضرون في استفساراتهم إلى بعض المواضيع منها مصير التعليم الزيتوني وانتشار التوجه الشيعي في تونس والخلافات حول إمامة بعض المساجد وأكّد السيد الوزير على أن جامع الزيتونة مكسب لا سبيل للتخلي عنه مؤكدا على ضرورة التمحص في تفاصيل التعليم الزيتوني وتوظيف هذا المعلم لما فيه خير العباد تجنبا لكل قرارعشوائي . تضمن برنامج زيارة السيد الهاشمي زيارات خصّت المقرّ الجديد المقترح كإدارة جهوية لوزارة الشؤون الدينية وهو»دار مقرون» بالمدينة العتيقة بسوسة كما قام بتدشين جامع «فاطمة الزهراء» بمنطقة سهلول وتناول طعام الإفطار بدار الولاية .