محاكمة سيف الاسلام نجل الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي تبدأ الشهر القادم وقد تجرى الجلسة الأولى في اليوم الأول من سبتمبر الشهر الذي تحول الى رمز بالنسبة الى النظام الليبي البائد. تعتزم الحكومة الليبية المنتخبة مؤخراً البدء بمحاكمة سيف الإسلام القذافي الشهر المقبل في بلدة الزنتان، بعد توصلها إلى اتفاق مع الميليشيات التي تحتجزه وفق ما نقلته وسائل اعلام عن مصادر ليبية.
وقالت المصادر ان سيف الاسلام سيتهم رسميا بتحريض أنصاره على قتل المتظاهرين و الثوار خلال الانتفاضة في ليبيا ويواجه عقوبة الإعدام شنقاً إذا أُدين.ولاحظت المصادر أنه تم الاتفاق على اطلاق المحاكمة في سيتمبر بعد تعثر المحاولات السابقة جراء اصرار الحكومة الليبية الانتقالية على محاكمته في طرابلس ورفض ميليشيا الزنتان التي اعتقلته تسليمه خوفاً من أن يؤدي ذلك إلى هروبه بمساعدة من الأصدقاء والمتعاطفين في العاصمة الليبية، أو معاملته برأفة.
محاكمة... سبتمبر
وأضافت أن هذا الانفراج حصل بعد قرار الحكومة الليبية الجديدة التنازل عن مكان محاكمة سيف الإسلام طالما أنه سيجري بموجب القانون الوطني. وتولى الكشف عن تفاصيل خطط محاكمته طه ناصر بارا المسؤول بمكتب المدعي العام الليبي.
وابلغ بارا صحيفة «صنداي تايمز» البريطانية «نحن على يقين من أن الأدلة التي جمعناها صلبة وستسبب صدمة للعالم، ونعتقد أننا قادرون على اجراء محاكمة عادلة له».
وقال المسؤول الليبي «إن سيف الاسلام يرفض حتى الآن تعيين محام ليبي للدفاع عنه وستقوم المحكمة بتعيين واحد إذا لم يفعل، وتتضمن قضية الادعاء ضده تسجيلات صوتية ومقاطع فيديو وبيانات من الناس ووثائق مكتوبة، وكذلك تصريحاته في محطات تلفزيونية خلال الثورة».
واضاف أن «المدعي العام يدرس حالياً ملف سيف الإسلام وسيقرر ما إذا كانت هناك أدلة كافية للشروع فوراً في المحاكمة، ويمكن أن يأمر بتأخيرها في حال كانت هناك حاجة لإجراء المزيد من التحقيق، غير أنه يريد أن يبدأ محاكمته أمام المحكمة الجنائية بزنتان الشهر المقبل».
وقالت المصادر إن ثلاثة قضاة ليبيين ومحاميين اثنين من الادعاء سينظرون في قضية سيف الإسلام والتي من المتوقع أن تستمر لمدة تصل إلى 6 أشهر، وسيتم استدعاء عشرات الشهود من مختلف أنحاء ليبيا لتقديم الأدلة.
واضافت أن التهم التي ستوجه إلى سيف الإسلام القذافي لم يتم وضع اللمسات الأخيرة عليها وتتعلق فقط بالفترة الممتدة بين فيفري و العشرين من أوت من العام الماضي.ويتزامن اطلاق محاكمة سيف الاسلام مع حلول الشهر الرمز (سبتمبر) بالنسبة للنظام الليبي السابق.
أنصار القذافي
وقبل أقل من أسبوعين من الاطلاق المحتمل لمحاكمة سيف الاسلام اتهمت السلطات الليبية الليلة قبل الماضبة أنصار العقيد الراحل بالوقوف وراء تفجيرات العيد في طرابلس.
وأعلنت اللجنة الأمنية العليا في ليبيا أن أجهزتها تمكنت من اعتقال جميع أفراد الخلية التي كانت وراء الانفجارين اللذين ضربا مدينة طرابلس في الساعات الأولى الأحد، أول أيام العيد.
وقال بيان للجنة الأمنية، أوردته وكالة أنباء (التضامن) الليبية المستقلة أمس الاثنين إنه اتضح من خلال التحقيقات الأولية مع أفراد الخلية أن المنفذين هم من الأشخاص المتورطين في قتل الليبيين مع نظام القذافي.
ولقي شخصان حتفهما وأصيب ثلاثة آخرون في انفجارين، وقع احدهما بميدان التحرير بواسطة سيارة مفخخة جرى تفجيرها بجهاز تحكم عن بعد، بينما استهدف الآخر وهو بسيارة مفخخة أيضا مبنى وزارة الداخلية، وأسفر عن حدوث أضرار في عدد من المركبات الآلية قرب المبنى.كانت تقارير أفادت باعتقال 32 شخصا ممن ثبت تورطهم في التفجيرين اللذين وقعا أول أيام عيد الفطر فيما تمكنت عناصر وحدة تفكيك المتفجرات من إحباط محاولة تفجير أربع سيارات ملغمة في أماكن متفرقة من طرابلس.