استغرقت عملية إطفاء الحرائق التي شبت مؤخرا بغابتي تكرونة من معتمدية الساقية و«القفي» التابعة لمعتمدية نبر، 6 أيام رغم الجهود الكبيرة التي بذلها أعوان الغابات والحماية المدنية والجيش الوطني. فماهي الأسباب التي حالت دون الحيلولة دون هذه الكوارث؟ عن أسباب هذا البطئ حدثنا السيد شعبان كوكه رئيس دائرة الغابات بالكاف الذي في بداية حديثه أكد على أن الأمور عادت إلى نصابها بعد أن تمت السيطرة على كافة الحرائق التي اندلعت مؤخرا بغابات الكاف، وخاصة بجهتي تكرونة ونبر مؤكدا بأن الأسباب التي أدت إلى تلك الحرائق لا تزال مجهولة بالنسبة لحريق غابة «القفي» مضيفا بأن سبب اندلاع حريق غابة تكرونة هوناجم عن تسلل ألسنة اللهب من الحدود الجزائرية، وعن عجز أعوان الغابات والحماية والجيش في السيطرة على هذه الحرائق في زمن قياسي، لم يخف إفتقار الجهة الى التجهيزات اللازمة والعصرية القادرة على إخماد الحرائق مهما كانت طبيعة الغابات وصعوبة الوصول إليها وذكر بأنه تم استعمال حوالي 4 شاحنات إطفاء، شاحنتين على ملك إدارة الغابات وشاحنتين تابعتين للحماية المدنية وطائرة وآلة ماسحة وأخرى كاسحة، وذلك أثناء عملية الإطفاء، وهذه المعدات تعتبر غير كافية للتصدي الى حرائق هائلة زادت في تأجيجها الرياح القوية التي شهدتها معتمدية نبر. من جهة أخرى بين السيد شعبان كوكه بأن غابات الكاف آهلة بالسكان ما يفرض عند نشوب أي حريق، التفكير في حماية السكان قبل كل شئ وهذا ينسحب على حريق جهة نبر حيث تم اجلاء الأهالي وتخصيص شاحنة إطفاء وآلة ماسحة لحماية المجمعات السكنية وتوفير الحلول للمتساكنين للهروب متى اقتضت الحاجة .
وكانت الحرائق التي طالت عدد من غابات جهة نبر وتكرونة قد تسببت في إتلاف مساحات معتبرة من أشجار الصنوبر الحلبي وموت عدد من الحيوانات الغابية ، يشار بأن المساحات المتضررة لم يقع إلى حد الآن تحديدها وضبطها بسبب تفرق الحرائق وتنوعها فهناك أشجار حرقت بصفة كاملة وهناك أشجار «صهدت» ويذكر بأن المصالح الغابية المختصة تعمل حاليا على تحديد الأضرار وضبط المساحات المتضررة، قبل الانطلاق في عملية بيع الحطب، وتجديد المناطق المتضررة بإعادة زرعها في صورة عدم تجددها بصفة طبيعية بعد نزول كميات هامة من الأمطار.
لتبقى الثروة الغابية في حاجة ماسة إلى وعي المواطن وخاصة متساكني الجهات الغابية حيث تعد الغابة مصدر رزق عدد كبير منهم من الواجب الحفاظ عليها.