يبدأ حزب المؤتمر من أجل الجمهورية اليوم الجمعة 24 أوت 2012 أشغال مؤتمره الوطني الثاني بمشاركة 168 مؤتمِرا، حيث سيتم مناقشة 3 لوائح وانتخاب أمين عام وتشكيل مكتب سياسي جديد... فماذا بقي من المؤتمر؟ تتواصل أشغال مؤتمر المؤتمر غدا وبعد غد، ومن أبرز الاسماء المرشحة للأمانة العامة الامين العام الحالي محمد عبو وكذلك مدير الديوان الرئاسي عماد الدايمي.
هزات وانشقاقات
وشهد الحزب على امتداد الأشهر الماضية هزات وانشقاقات وتصدعات كادت تعصف به، إلى أن تم عقد مجلس وطني للحزب في 12 و13 ماي الماضي بتطاوين لجمع شتاته بعد ان غادره 12 نائبا يتقدمهم عبد الرؤوف العيادي الذي بعث حركة «الوفاء».
وبدأت الأزمة داخل حزب المؤتمر حين بادر شق بسحب الثقة من الأمين العام بالنيابة عبد الرؤوف العيادي (الذي تولى الأمانة العامة بعد تنصيب المنصف المرزوقي رئيسا للجمهورية) وانقسم الحزب إلى شق قريب من الائتلاف الحاكم يقوده عماد الدايمي وسمير بن عمر وشق آخر يبدي تحفظات على أداء الحزب ومساره بعد انتخابات 23 أكتوبر ويتقدمه عبد الرؤوف العيادي وأزاد بادي...
وفي ماي 2012 حسم الشق الأول «الصراع» لمصلحته وسحب الثقة من العيادي حيث انتخب المجلس الوطني المنعقد في تطاوين محمد عبو أمينا عاما للحزب إلى حين انعقاد المؤتمر الثاني بعد مؤتمر القيروان المنعقد في جوان 2011.
وأقرّ المجلس الوطني للحزب حينها عديد التوصيات من أبرزها «العمل على دعم الائتلاف الحاكم الذي يسهر على تحقيق أهداف الثورة وتحقيق المطالب الشعبية» على حد قول عبو الذي أشار إلى أنّ «توصيات المجلس الوطني للحزب الى أعضاء الكتلة النيابية للحزب بالمجلس الوطني التأسيسي تركزت على دعم النظام المختلط والإسراع في تطهير سلكي القضاء والمحاماة».
أسئلة ترافق المؤتمر
وأكّد الناطق الرسمي للحزب الهادي بن عباس أن الحزب تجاوز مرحلة الخطر نافيا وجود تجاذبات داخله، مشيرا إلى تنظّم إطاراته رغم انشقاق الكثيرين وأن المؤتمر الثاني سيمثل انطلاقة جديدة في مسار الحزب.
وحدّد متابعون للشأن السياسي في تونس عددا من الأسئلة المطروحة على المؤتمر الثاني للمؤتمر، أبرزها: ما هو مصير حزب المؤتمر وما هي حدود قدرته على تأسيس هيكلية منظمة وفاعلة ومنافسة بالقياس الى تاريخه وامكانياته وطموحات قيادته المحافظة على رمزيتها وربما غير المدركة لما يعتريها من عوائق؟
ما هي حظوظ هذا الحزب وموقعه ضمن حراك الساحة السياسية المتقلبة والمتميزة بظهور تكتلات وتحالفات كبرى تضم عديد الاحزاب؟ فهل سيحافظ على توافقاته خاصة وان اتجاه الرياح مجهول وتقدير المستقبل صعب التحديد في هذه المرحلة ؟ وما هو نصيبه المحتمل في حاصل الانتخابات القادمة على ضوء امكانياته ومكامن ضعفه وحظوظ خصومه ؟
كيف ستتشكل هوية حزب المؤتمر على ضوء سعيه المتميز الى ان يكون حزبا لا عقائديا وسعيه الى تجاوز توحد المرجعيات الإيديولوجية واستبدالها بالالتقاء حول برامج واجراءات من جهة، ومن جهة اخرى ما هي صمامات أمان هوية الحزب وصورته بالنظر الى محاولة جمعه خلفيات متباينة ذات منحى علماني وعروبي ويساري واسلامي وليبرالي في نفس الوقت، والى اي حد تتحقق واقعية المحافظة على طموحه للتوافق مع اطراف الاسلام السياسي ذات الحظوظ الاوفر على الساحة السياسية ؟