انتهى شهر رمضان وانتهت أجواؤه الرائعة التي ميزت كل مدينة عن الأخرى بما في ذلك مدينة باجة التي شهدت حركية تجارية كبرى خلال هذا الشهر لم تنقطع حتى حلول عيد الفطر المبارك الذي أضفى على البيوت والأسواق أجواء احتفالية متميزة. اكتظت المحلات خلال الأيام الأخيرة من شهر الصيام بطريقة ملفتة للاهتمام حيث تدافع الناس أمام محلات العطارين وداخل الفضاءات التجارية الكبرى وتضخم حجم الطوابير التي لم تكن أبدا منتظمة لاقتناء مستلزمات الحلويات وزينتها مما جعل «باب الجنائز» يعج بالناس بصفة تصعب على المارين الى شؤونهم عبور هذا المكان بسهولة.
أما محلات الملابس الجاهزة فقد غصت بالزبائن منذ النصف الثاني من شهر رمضان حيث كثرت السلع داخل محلات الملابس والأحذية وتعددت وتنوعت وأصبحت هذه المحلات قبلة الكبار والصغار بصفة خاصة يختارون هذه ويضعونها ثم يمرون الى الأخرى وآباءهم على اثرهم ينتظرون اشارة منهم بوقوعهم على اختيار هذه أو تلك الكسوة وقد تواصلت هذه الأجواء حتى وقت متأخر من ليلة العيد كان الناس في هجوم على مختلف المشتريات بما في ذلك الملابس المستعملة «الفريب» الذي تدافعت عليه النسوة وتشابكت الأيدي خلال عملية الفرز.
وفي المنازل والمخابز, مثلت الحلويات سيدة الموقف حيث عاش كل منزل أجواء صنع حلويات العيد الذي يجتمع فيه الأهل والجيران للمساعدة بما في ذلك الأطفال الذين أوكلت اليهم مهمة حمل الأطباق الى المخابز لإنضاجها فكانوا يؤدون أعمالهم بغبطة وفرح شديدين. وقد طغت على المخابز حلويات «الغريبة» و«البريوش» باعتبارها في متناول كل الفئات دون تسجيل غياب لأطباق «البقلاوة» التي عمد البعض الى تجهيزها لمناسبتين اثنين : مناسبة العيد أو إحدى المناسبات السارة الأخرى وقد عملت المخابز أيضا إلى وقت متأخر من ليلة العيد وعاشت المدينة على حيوية كبيرة جعلتها تتسم بالفوضى فوضى العباد وفوضى الانتصاب العشوائي للباعة الذين بلغوا منطقة شرطة المرور في قلب المدينة متجاوزين السوق بكثير فاختلط المارة بالسيارات والباعة واختلطت تصفيرات شرطي المرور بهتافات الباعة ونداءاتهم التي جعلوا لها مكبرات للصوت تزعج الأنفس وتصم الآذان. الكل في باجة يأمل أن تكتمل الفرحة باختفاء مظاهر الفوضى وخاصة الانتصاب الفوضوي .