كان ولايزال مهرجان المنستير احد اهم المحطات الثقافية ولا احد يستطيع أن ينكر الدور الكبير الذي يلعبه في تنشيط المدينة وما جاورها وكذلك في تنشيط القطاع السياحي إلا أنه عرف تقهقرا ملحوظا على مستوى البرمجة مقارنة بالسابق. الستار اسدل منذ ايام قليلة على فعاليات الدورة الواحدة والأربعين لمهرجان المنستير الدولي ورغم الفترة التي امتد عليها وهي مدة شهر فإن البرنامج لم يرتق إلى ما كان عليه في الدورات السابقة التي شهدت استضافة بعض النجوم العربية وفي حفلات متعددة على غرار فارس كرم وجورج وسوف وهيفاء وهبي وشيرين وغيرهم وفي محاولة لتقييم برنامج الدورة الاخيرة والوقوف عند السلبيات وكذلك الايجابيات تحدثت «الشروق» إلى مدير المهرجان السيد يافت بن حميدة فقال إن المهرجان بالفعل تراجع كثيرا عما كان عليه في السابق والسبب في ذلك يعود إلى قلة الموارد المالية فالمستشهرين قل عددهم ومنحة وزارة الثقافة ظلت على حالها منذ 8 سنوات وهي في حدود الثلاثين الف دينار كذلك فإن الاطراف العمومية ممثلة في البلدية والولاية لم تدعم المهرجان وفي مقابل ذلك فإن المصاريف تضاعفت خاصة فيما يتعلق بكلفة العروض ومع ذلك فقد سعت الهيئة المديرة إلى المحافظة على هيبة المهرجان ووضعت برمجة راعت فيها جميع الاذواق.
السيد يافت بن حميدة تحدث ايضا عن الصعوبات التي طالت فضاء العروض بعد أن حاولت بعض الاطراف منع استغلال فضاء قصر الرباط لأول مرة بعد عدة سنوات وقال إن المحافظة على تنظيم المهرجان في وقته انجاز في حد ذاته .
ولم يخف السيد يافت بن حميدة مدير المهرجان خلال الدورات الثلاث الاخيرة خوفه على مستقبل المهرجان وقال انه اصبح مهددا بصفة جدية ما لم تقف إلى جانبه جميع الاطراف من جمعيات مدنية ووزارة ثقافة وإدارة جهوية ووزارة سياحة فحزينة المهرجان عرفت خلال الدورة قبل الاخيرة عجزا بما لا يقل عن اربعين الف دينار وهذه السنة سجلت عجزا في حدود العشرين الف دينار وبذلك يكون المهرجان قد خسر تقريبا كل رصيده المالي وهذا يعني أن الدورة المقبلة قد تشهد صعوبات اكبر على مستوى وضع البرمجة ما لم تدعم وزارة الثقافة المهرجان مثلما تدعم مهرجاني قرطاج والحمامات وغيرهما ورغم هذا التخوف فإن مدير المهرجان ابدى من جهة اخرى تفاؤلا بناء على التطمينات والوعود التي وجدها من قبل والي المنستير وأضاف بأنه يمكن لكل هذه الصعوبات أن تزول في ظل استقرار الوضع الامني وإمكانية عودة استغلال الملعب الرياضي اثناء تنظيم العروض الكبرى خاصة وان فضاء قصر الرباط يعيق استضافة الاسماء الكبرى في حفلاته وبالتالي تنمية المداخيل رغم تواضع برمجة الدورة الاخيرة من مهرجان المنستير الدولي فإنها كانت شاملة ومتنوعة وقال عنها السيد يافت بن حميدة انها انصفت على الاقل المبدعين من ابناء الجهة على غرار الفنانين حاتم الفرشيشي ومحمود فريح وسفيان سفطة ونور شيبة كما أن العروض في مجملها عرفت نجاحا جماهيريا وهو نجاح عرفته عروض وجيهة الجندوبة ولطفي العبدلي وجعفر القاسمي وحاتم الفرشيشي ونور شيبة اضافة إلى حفل رامي عياش على أن بعض العروض الاخرى ولئن لم تشهد حضورا جماهيريا مكثفا فإنها كانت ناجحة فنيا وهي عروض زياد غرسة ورتيبة الحفني وقال محدثنا إن تجربة عرض اشرطة سينمائية ثلاثية الابعاد كانت ناجحة إلى ابعد الحدود وخلاصة القول فإن مهرجان المنستير الدولي عرف تراجعا ملحوظا على مستوى البرمجة وكذلك على مستوى المداخيل فتزامنت اقامة المهرجان مع شهر رمضان الذي يشهد عودة المصطافين إلى مدنهم وقلة المدعمين والمستشهرين ومحدودية سعة فضاء قصر الرباط وتضاعف كلفة العروض والمصاريف عوامل ساهمت في تواضع البرمجة لكن الحلم بعودة المهرجان إلى سالف اشعاعه يبقى حقا مشروعا مادام ابناء المنستير الذين لا ينشدون سوى الدعم من قبل وزارة الثقافة مستعدون للعمل .