في إطار الاستعداد لموسم الأمطار وتحسبا لما يمكن أن ينجر عنها من سيول وفيضانات ومن أجل توفير شروط السلامة المرورية والحفاظ على البنية الأساسية بادرت وزارة التجهيز الى اتخاذ اجراءات استباقية على الصعيدين المركزي والجهوي تمثلت في القيام بالأشغال اللازمة لتعهد الطرقات والمسالك وتفقد جميع المنشآت المائية المركزة على الطرقات سواء كانت داخل أو خارج مناطق العمران وحصر المنشآت المائية التي ليست في حالة وظيفية مرضية كما تدخلت الإدارات الجهوية للتجهيز في مختلف الجهات لتنظيف وجهر (curage)هذه المنشآت المائية ومجاري الأودية العابرة للمدن. ودعت الوزارة ممثليها في الجهات إلى اشعار السلط الجهوية المعنية بالحالات التي تتطلب التدخل العاجل وإلى التنسيق مع المصالح الجهوية للفلاحة من أجل اتخاذ الاحتياطات اللازمة لتكثيف برامج أشغال المحافظة على المياه والتربة على مستوى أحواض الصب العليا (les bassins versant) ورفع الترسبات المتراكمة من أوحال وحصى ورمل (alluvions) في مجاري الأودية (les cours d›eaux).
وتكتسي هذه العملية أهمية قصوى في ضوء مالاحظته المصالح الفنية للتجهيز خلال السنوات الأخيرة من تراكم كميات هامة من الأتربة بالعديد من مجاري الأودية بمختلف مناطق البلاد مما قلص من سعة تدفقها وخروج مياه السيلان (les eaux de ruisellement) عن مساراتها ما أثر سلبا على شبكة الطرقات والمنشآت المائية من جسور (ponts) ومعابر (dalots) وكذلك منظومات حماية المدن من الفيضانات مثلما حدث بولايات زغوان والقيروان وسليانة والمنطقة السلفى لوادي مجردة خلال شهر نوفمبر 2011.
وقررت وزارة التجهيز تعيين فريق قار على مستوى كل ولاية وتمكينه من المعدات الضرورية للتدخل السريع في حالة وقوع فيضانات أو سيول كبيرة وذلك بالتنسيق مع السلط الجهوية.
وفي نفس السياق تولت إدارة المياه العمرانية (direction de l›hydraulique urbaine) بوزارة التجهيز خلال الفترة الممتدة من جانفي إلى موفى جويلية الماضي جهر وتنظيف حوالي 1143 كلم من القنوات بمختلف أحجامها (canalisation de different calibres) ومجاري الأودية والمجاري الفرعية ذات العلاقة بهذه المنشآت وصيانة وترميم ما يقارب 150 منشأة.
وقد قامت إدارة المياه العمرانية بهذه التدخلات عن طريق الموارد البشرية والمعدات المتوفرة لدى الإدارة في مراكز الصيانة بصفاقس وأريانة ونابل وعن طريق المقاولات ضمن عشر صفقات شملت تونس الكبرى وصفاقس ونابل وولايات جندوبة وباجة وسليانة والقيروان وسوسة وسيدي بوزيد وقفصة والمنستير وزغوان وقابس وتطاوين بالإضافة إلى مدن بنزرت وماطر ونبر.
وسيتواصل التدخل خلال شهري أوت وسبتمبر في جل المنشآت ومن المتوقع أن يتم في هذا الإطار جهر وتنظيف حوالي 340 كلم من المنشآت منها 200 كلم بصفة مباشرة عن طريق الموارد البشرية والمعدات التابعة للإدارة والبقية عن طريق المقاولات.
وتنبه وزارة التجيهيز الى أن هذا المجهود يبقى غير كاف بالنظر الى الوضعية البيئية المتردية في العديد من المدن حيث تتراكم الفواضل على ضفاف الأودية وكذلك الأتربة في مجاري المياه بالشوارع والأنهج ما يفرض وجوب تدخل البلديات لتنظيف هذه المجاري بالإضافة الى البالوعات وشبكات تصريف مياه الأمطار (réseaux de drainage des eaux pluviales) الراجعة لها بالنظر حتى تتمكن هذه المنشآت من أداء دورها عند نزول الأمطار.