وضعية مالية خانقة جدا إن لم نقل كارثية يعيشها النجم الساحلي هذه الأيام والسبب السياسات العشوائية لهيئتي حافظ حميد وحامد كمون وكذلك بعض الأخطاء التي ارتكبتها الهيئة الجديدة التي يقودها رضا شرف الدين. وإذا كانت هيئة كمون قد فشلت في التصرف في الرصيد البشري وفي فائض المليارين الذي تركه الرئيس السابق معز ادريس اضافة الى إقصائها الفريق من منافسات كأس الكنفدرالية وبالتالي ضياع فرص استشهارية أكيدة لما رفضت تحول الأكابر الى كادونا النيجيرية فإن هيئة حميّد المنتخبة والتي دافع عنها الجميع حملت الفريق الى مطبات خطيرة جدا حيث كدّست اللاعبين دون فائدة تذكر من الناحية الفنية والهدف كما أعلنه حميّد السير على خطى نادي برشلونة وشتّان بالطبع بين برشلونة والنجم الساحلي من حيث التسيير والبرمجة والتخطيط وفهم متطلبات كرة القدم المحترفة.
أرقام فلكية
النتيجة إذن وعلى ضوء ما ذكرناه وضعية مالية معقدة إصلاحها شبه مستحيل والأرقام تتحث عن نفسها فموسى مازو القادم في كنف هالة إعلامية كبيرة دون أن يقدم شيئا يذكر الى حدّ الآن سيتقاضى خلال الموسم الأول فقط 500 ألف دينار علما بأن صفقته تناهز إجمالا مليارين و600 ألف دينار وقد حصل فريقه على 900 ألف دينار وهذا يعني بالطبع أنه يكلّف مليارا و700 ألف دينار في 3 سنوات. نشير أيضا الى أن الصفقات الخاسرة فنيا وماديا لا تقتصر فقط على موسى مازو فالفريق يكابد لخلاص مستحقات نبيل تايدر (220 ألف دينار سنويا) وحامد النموشي (220 ألف دينار سنويا) وقد انضاف الى هذا الثنائي القادم من مستقبل المرسى بلال بن مسعود (200 ألف دينار سنويا) فيما يبقى الامتياز فقط لأيمن بلعيد الذي ظهر بمستوى جيد والذي لا يحصل على مبالغ طائلة في الواقع (130 ألف دينار سنويا).
ما هو الحل ؟
كيف السبيل الى تجاوز هذه الوضعية.. هذا هو السؤال الذي يطرحه مسؤولو النجم الساحلي ويبدو أن الحل حسب ما أكدته مصادر مقربة من أهل القرار في الفريق لن يخرج عن سياق فسخ عقود البعض بالتراضي أو التفريط فيهم مهما كان الثمن الذي سيقدم للفوز بخدماتهم.
النصيحة التي تلقاها رئيس الفريق رضا شرف الدين من أكثر من طرف مؤثر هي المبادرة بالبيع من هنا والى غاية شهر ديسمبر وتنظيف «الفريق» من القطط السّمان والتعويل على أبناء النادي والشبان تحديدا على مدى الأعوام الثلاثة القادمة.
النجم سيعود بذلك وبصفة تدريجية الى الاستراتيجية التي اعتمدها إثر الموسم الصعب الذي عرفه الفريق سابقا والذي كان خلاله مهدّدا بالنزول الى القسم الثاني.. وكما يقال ربّ ضارّة نافعة.