تعاني الأحياء الشعبية والمدينة العتيقة بمدينة القيروان من ظروف معيشية صعبة أوجدتها حالة التهميش في الفترات السابقة. وقد تبين ان هناك مشاريع مدروسة ومبرمجة لكنها معطلة. وسيتم تفعيلها من قبل البلدية لكن متى؟ حيث تفتقر هذه الأحياء الى بنية تحتية عصرية مثل التعبيد والترصيف والإنارة العمومية وتوفير المساحات الخضراء إضافة إلى غياب شبكات تطهير عصرية الى جانب عديد المشاكل البيئية بسبب تكدس الفضلات والأوساخ في كل مكان وهو ما مثل مشكلا حقيقيا يعاني منه سكان هذه الأحياء.
وأمام تشكيات المواطنين المطالبين بحق هذه الأحياء في التنمية والتهيئة اتصلنا بالسيد لسعد القضامي رئيس بلدية القيروان للتعرف على برامج البلدية خلال الفترة القادمة للتدخل في هذه الأحياء والمشاريع المبرمجة والحلول المقترحة للقضاء على مثل هذه المشاكل.
وقد خص السيد القضامي «الشروق» بمعطيات عن جملة من المشاريع التي برمجتها البلدية. وقال «نعلم جيدا وضعية الأحياء الشعبية بمدينة القيروان وما تعانيه من نقص في البنية التحتية لذلك تمت برمجة أربعة مشاريع كبرى بكل من حي التبان(البورجي) وحي النصر (طريق حفوز) وحي إبن الجزار(المنصورة) والتدخل في المدينة العتيقة بأكملها وهي مشاريع ستمكن من النهوض بهذه الأحياء ذات الكثافة السكانية العالية إضافة إلى عدة مشاريع أخرى.
تهذيب الاحياء الشعبية
مشروع تهيئة حي التبان بالبورجي أسندت له إعتمادات بقيمة 7.680 مليون دينار ويتمثل في توفير بنية تحتية لائقة من تطهير وتصريف مياه الأمطار وتحسين مساكن وتنوير عمومي وإدخال ماء صالح للشرب ويغطي هذا المشروع الضخم مساحة 65 هكتارا وانطلقت فيه الأشغال منذ مدة وهي متواصلة رغم بعض المشاكل وسيغطي المشروع أيضا توفير تجهيزات جماعية كبناء قاعة رياضية مغطاة هي في طور البناء إضافة إلى تركيز نواة منطقة صناعية ستعالج ربما مشكل البطالة في هذا الحي الذي يتسم بكثافة سكانية عالية جدا كما يقع إحداث سوق يومية لتخفيف الضغط على الأنهج المتاخمة على غرار نهج صفاقس وأيضا لتحسين المنظر العام للمدينة وهذا المشروع هو في طور الإنجاز بالنسبة لجزئه الأول أما جزؤه الثاني الخاص بإنجاز الطرقات والكهرباء والماء والتطهير فهو بصدد التحضير لدى مكاتب الدراسات التي تعد ملفات الإنجاز.
أما المشروع الثاني فيتمثل في تهيئة حي النصر(طريق حفوز) باعتمادات بلغت 6.850 مليون دينار على طول المسافة الفاصلة بين طريق حفوز والمنصورة ويشمل المشروع تعبيد الطرقات والأنهج والتنوير العمومي وأيضا توفير سوق يومي للخضر والغلال لتقليل الضغط على سوق طريق حفوز. بالإضافة إلى مد شبكات التطهير بكامل الحي.
أما المشروع الثالث فيهم حي إبن الجزار(المنصورة) وبلغت كلفته 670 مليونا ويتمثل في تعبيد الأنهج وتوفير الإنارة العمومية القضاء على مشكل تراكم مياه الأمطار بالحي والذي يمثل عائقا كبيرا أمام السكان وهي كلها مشاريع متأخرة.
كما أكد القضامي أن مشروع المدينة العتيقة المزمع إنجازه والذي ستنطلق الأشغال فيه بعد حوالي شهر ونصف بعد إستكمال الدراسات وطلب العروض، هذا المشروع سيغير وجه القيروان وسيمثل نقلة نوعية في المجال السياحي بالجهة. حيث خصصت له إعتمادات بقيمة 6.150 مليون دينار ويشمل أحواز الجامع الكبير والأسواق وحومة الباي وحي الشرفاء وحي الأنصار. ويشمل المشروع تجديد الشبكات الكهربائية وتغطيتها وتجميل واجهات المحلات والتنوير العمومي وتبليط الأرضية وتركيز اللافتات التوجيهية وتجديد شبكات المياه وأيضا تهيئة حديقة فاس وبطحاء الغسالة وسور القواسم.
وحسب قوله فان هذا المشروع سيقع فتح طلب العروض الخاص به بعد شهر بعد قيام «الستاغ» بدراستها التقنية فيما يخص تغطية شبكة الكهرباء وسيوفر هذا المشروع نقلة نوعية للمدينة العتيقة بالقيروان وسيضعها في مقدمة الأماكن السياحية باعتبارها متاخمة لجامع عقبة بن نافع وتحتوي مجمل الأماكن التراثية لمدينة القيروان كما أفاد السيد لطفي القضامي أن هناك مشاريع معطلة سيقع الإنطلاق فيها الآن وتشمل تهيئة المدخل الجنوبي لمدينة القيروان والشارع العام للمنصورة وحديقة البامري بقيمة 500 ألف دينار إضافة إلى مشروع تهيئة حي المنشية الذي لم يقع التدخل فيه منذ سنة 1998 بقيمة 10 ملايين دينار. هذه المشاريع تبقى ذات أهمية قصوى وسترتقي بمدينة القيروان إلى مستوى يليق بتاريخها العريق وتدفع بعجلة التنمية الى الأمام، ولكن يجب أن ننتقل بسرعة لمرحلة البناء الفعلي خدمة للصالح العام.