شهدت معتمدية الشابة في الليلة الفاصلة بين يومي الاثنين والثلاثاء أحداث عنف على خلفية نشوب خصومة بين 3 أشخاص في أعقاب جلسة خمرية تطورت إلى حرق ونهب مركز الشرطة، والمستودع البلدي، والقباضة المالية، ومقر حركة النهضة. وأفادنا السيد خالد طروش المكلف بالإعلام بوزارة الداخلية في اتصال هاتفي أن منطلق الأحداث حسب المعطيات الأولية كان نشوب معركة بين ثلاثة أشخاص في أعقاب جلسة خمرية على شاطئ مدينة الشابة أقدم على إثرها أحدهم على طعن شخصين بواسطة آلة حادة على مستوى البطن واليد مما استوجب نقلهما إلى المستشفى لإسعافهما. وأضاف أنه وببلوغ المعلومة إلى أعوان مركز الشرطة بالشابة قاموا بالتحريات اللازمة وتمكنوا من القبض على المعتدي وإيقافه، وفي حدود الساعة السابعة والنصف من مساء أول أمس تجمعت مجموعة من أهالي وجيران المتضررين مع بعض الفضوليين أمام مركز الشرطة للمطالبة بإطلاق سراح الموقوف لأخذ حقهم والقصاص منه بأيديهم راشقين مركز الأمن بالحجارة وبزجاجات «المولوتوف» مما أجبر الوحدات الأمنية على التصدي لهم وتفريقهم باستعمال الغاز المسيل للدموع.
وأمام إصرار المحتجين على طلبهم تم اتخاذ قرار نقلة المتهم إلى غرفة الاحتفاظ بمنطقة الأمن الوطني بالمهدية، وفي تلك الأثناء استغل بعضهم الفرصة واقتحموا مركز الشرطة وأضرموا فيه النار، فيما اقتحمت مجموعة أخرى مقر القباضة المالية والمستودع البلدي واستولت على عدد من أجهزة الإعلامية، والدراجات النارية، كما تم الاعتداء واقتحام مقر حركة النهضة بالجهة. وبحسب نفس المصدر فقد تحوّلت تعزيزات أمنية من وحدات الشرطة والحرس على عين المكان وتمكنت بعد عملية تمشيط المنطقة من إلقاء القبض على ستة أنفار مشتبه في تورطهم في الأحداث، وحجز خمس دراجات نارية مسروقة من المستودع البلدي، كما تم تسجيل إصابات في صفوف خمسة أعوان أمن حالتهم الصحية مستقرة حاليا، في انتظار استكمال الأبحاث لكشف بقية المتورطين وإحالتهم على أنظار العدالة.
ومن جهة أخرى اتصلنا بشاب شاهد عيان على أحداث ليلة الثلاثاء بالشابة رفض الإدلاء باسمه وهو قريب أحد المصابين فقال إنه وعلى اثر سماعهم خبر إيقاف الشخص الذي اعتدى على قريبه وصديقه تجمع عدد من الأهالي وجيران المصابين وتجمهروا أمام مركز الشرطة بالشابة مطالبين بإخراج المعتدي حتى يأخذوا حقهم بأيديهم، إلا أن أعوان الأمن رفضوا ذلك، وحاولوا تهريبه من المركز عندها تم اقتحام المركز، لتندلع المواجهات بين الطرفين، مضيفا أن قوات الأمن وبعد أن جاءتها التعزيزات تعاملت مع المحتجين بقوة مفرطة حسب روايته، وبالاستعمال المكثف للغاز المسيل للدموع تسببت في عدد من حالات الإغماء في صفوف المواطنين انطلاقا من الساعة العاشرة ليلا إلى حدود الساعة الثانية فجرا. كما أكد أن المحتجين حرقوا مركز الشرطة، والمستودع البلدي المحاذي له، إضافة إلى اقتحام وبعثرة محتويات مقر حزب «النهضة» القريب لأنه مقر الحزب الحاكم على حد تعبيره، ولأن البعض يعارضون سياساته.