تمكّن أحد الشبان من دخول منزل جاره أثناء غيابه بعد أن استطاع فتح الباب الخارجي باستعمال نسخة من مفتاح مفتعل، وبعد أن جال في المحل لم يجد ما يستولي عليه غير كلب وزربية. المتهم في هذه القضية لم يتجاوز الثلاثين من عمره، اغتنم يوم الواقعة فرصة غياب جاره عن محلّ سكناه، فقام بدخوله ليبحث بداخله عمّا يمكن أن يستولي عليه، إلا أنه وجد كل أبواب الغرف مغلقة في وجهه فقط وجد زربية ملفوفة وقد وضعت برواق المنزل، فاستولى عليها، وعندما همّ بالخروج اعترضه كلب جاره الذي تعوّد سابقا على مداعبته فخطرت على باله فكرة الاستيلاء عليه هو أيضا والتفريط فيه لاحقا بالبيع. وفعلا نفّذ فكرته، وبعد أن أنهى عملية السرقة، غادر المكان بكل هدوء وأغلق الباب دون أن يترك أي أثر ودون أن يتورّط في التسوّر أو الخلع. وعندما كان في طريق العودة اعترضته دورية أمنية فاشتبهت في أمره خاصة وأن الساعة متأخرة من الليل، وبالتحرّي في الموضوع وسؤاله عن مصدر ما حمل وما كان يقود، ارتبك في الإجابة، وبجلبه الى مركز الشرطة واستنطاقه اعترف بأنه دخل منزل جاره، دون أن يتعمّد خلعه أو تسوّر جداره الخارجي وصرّح أيضا بأنه لم يجد ما يستولي عليه من المحل سوى الزربية التي حجزت لديه والكلب الذي كان يجرّه خلفه بواسطة حبل استعمله للغرض، وتمّ ابلاغ ممثل النيابة العمومية فيما أعلم المتضرّر الذي أمضى محضرا في استلام ما سرق منه وطلب تتبّع الجاني عدليا. وأصدرت النيابة العمومية بطاقة إيداع بالسجن ضدّ المتهم بعد أن وجهت له تهمة السرقة من محل معدّ للسكنى، وقرّرت احالته على الدائرة الجناحية المختصة بالمحكمة الابتدائية بتونس. وبموثله أمس أمام الهيئة القضائية الجناحية اعترف بما نسب إليه، مصرّحا بأنه كان ينوي بيع المسروق لأحد معارفه قبل أن يلقى عليه القبض من قبل دورية أمنية افتضحت أمره. وطلب من المحكمة العفو عنه وتعهد بعدم تكرار ما نتج عنه، وطلب محاميه التخفيف في العقاب الذي سيسلّط عليه في صورة الادانة، وتمسّك بأن منوبه نقي السوابق العدلية وأن ظروفه الاجتماعية القاسية هي التي دفعته لارتكاب الجريمة. وبعد أن سمعت هيئة المحكمة كافة أطراف القضية قرّرت بعد المفاوضة الحينية اعتبار ما ارتكبه المتهم من قبيل السرقة المجرّدة من محل معدّ للسكنى وقرّرت على أساس ذلك اقرار مبدأ الادانة والقضاء في شأنه بستة أشهر سجنا.