عن دار الجنوب وبالتعاون مع وزارة الثقافة صدرت الاعمال الكاملة لمحمود المسعدي. أربعة مجلدات خصصت للتعريف بالمسعدي وبإنتاجاته بأسلوب ،غرائبي وعجائبي كشخصيات رواياته وأحاديثها.... هي الطبعة الثانية بعد طبعة اولى نفدت من الاسواق في فترة قياسية..... يصعب الحديث عن مؤلفات المسعدي وما قدمه للأدب العربي الحديث في بعض الأسطر فثراء ما كتب وتفرده جعل منه حتى بعد مرور سنوات عديدة على وفاته باعثا على التساؤل والبحث ومثيرا للجدل بين من يرى فيه أدب العزيمة والفعل وبين من يعتبره أدبا انهزاميا ومغلقا ونظرا للقيمة المتميزة لهذا الأديب ولوجود عديد الأعمال التي لم تر النور وأخرى توفي صاحبها قبل نشرها كان من الضروري جمع مجمل أعماله وحواراته التي عبر فيها عن رأيه وموقفه من عديد المسائل في أعمال كاملة (أربعة مجلدات) راوحت بين النصوص الإبداعية والبحوث الأكاديمية والنقدية نذكر منها : «حدث أبو هريرة قال» و«السد» و«مولد النسيان» ثم كتاب «تأصيلا لكيان» و«الإيقاع في السجع العربي» الذي صدر باللغتين العربية والفرنسية إلى جانب مخطوطات أخرى متفرقة جمعت في كتاب من أيام عمران وتأملات تجاوز عددها المائة حكمة تجلى فيها وجه الحكيم في الحادية والتسعين من عمره الذي ترجمت مؤلفاته إلى العديد من اللغات..
مجلدات اختزلت خلاصة تجربة فكرية، إنسانية ووجودية لرجل آمن بقدرة الإنسان على البناء والتغيير وبأن للثقافة دورا فعالا في إقامة نظام عالمي جديد وتحقيق الرقي للمجتمعات التي تؤمن بها.
كتبت عن المسعدي عشرات المقالات والاطاريح (العبارة رائجة)فهناك من تحدث عن «ظاهرة المسعدي» وهناك من اتهمه بالانهزامية وعدم مواكبته للعصر وانبتاته عنه واستيراده لقيم غريبة غلفها بقشور تراثية بلغة مغلقة وبعضها مقتبس اوفي تناص مع نصوص تراثية ( التوحيدي على وجه الخصوص).... «شيء كلا شيء ...» للتوحيدي...«وظلام كلا ظلام» للمسعدي في حدث أبو هريرة قال: أو التناص في حديث جميل بن مرة.... هذا التناص أوحى للطالبة الجزائرية زهرة خالص ان تناقش رسالة ماجستير بجامعة الجزائر كلية الآداب واللغة عنوانها «التناص التراثي في حدث أبو هريرة قال». المسعدي ما زال يشغل الناس وعاد اسمه للتداول مع الجدل حول الجامعة الزيتونية حيث يتهمه ال «زواتنة» بأنه كان «المهندس الفعلي لاغلاقها وتشريد المئات من الزيتونيين وتجويعهم وانه نال شهرته بفضل المناهج الدراسية التي سلطت الاضواء عليه وانه لولاها لما نال كل هذه الحظوة....». ومهما يكن سيبقى المسعدي يثير الجدل....لكن ليس في اتجاه واحد....