مع بدء العد التنازلي للعودة المدرسية والجامعية تشهد المؤسسات التربوية والمكتبات بالمظيلة حركة استثنائية استعدادا لهذا الحدث. ولمزيد الاطلاع على مدى استعداد المكتبات بالمظيلة للعودة المدرسية، رصدت «الشروق» آراء بعض أصحاب المكتبات العمومية والطلبة. السيد بديع بن محمد صاحب مكتبة أكد لنا توفر جميع العناوين لجميع المستويات التعليمية باستثناء القليل منها التي أدخلت عليها بعض التحويرات أما فيما يخص أسعار بقية الأدوات فيرى ارتفاعها نسبيا مقارنة بالسنوات الماضية . وفي الإطار نفسه تجدر الإشارة إلى أنه يوجد بمعتمدية المظيلة معهد ثانوي ومدرستان إعداديتان وخمسة مدارس ابتدائية إضافة إلى مدرستين ابتدائيتين بعمادة برج العكارمة ومدرسة ريفية بعمادة السقي أما فيما يخص مدى جاهزية هذه المؤسسات التربوية لاستقبال التلاميذ فيرى المسؤولون بها وجود العديد من الصعوبات التي من شأنها أن تعطل حسن سير الدروس وانطلاق السنة الدراسية في ظروف غير حسنة وقد أكد لنا علي قوادر الناظر بمعهد المظيلة أن المعهد يعاني من شغور منصب المدير بعد إحالة مديره السابق على التقاعد ولم يتم تعيين مدير جديد للمؤسسة إضافة إلى عدم وجود اختصاص شعبة الإعلامية في مستويات السنة الثانية والرابعة ثانوي وهو أمر أقلق العديد من أولياء التلاميذ الموجهين إلى هذه الشعبة زيادة على عدم توفر شعبة التقنية بالمعهد وهو اختصاص ظل يفتقره المعهد منذ القديم. أما فيما يتعلق بالتجهيزات فحال المعهد من حال المدارس الإعدادية التي تفتقر إلى وجود المعدات الخاصة بالمخابر العلمية وقدم الحواسيب بالنسبة لشعبة الإعلامية إضافة إلى عدم تهيئة ملاعب التربية البدنية وتجهيزها وهذا من شأنه أن يعرض صحة التلاميذ إلى الخطر عند ممارسة الرياضة نتيجة عدم توفر الاعتمادات اللازمة. كما تفتقر المؤسسات التربوية بالمنطقة إلى غياب الصيانة أثناء العطلة الصيفية وهذا ما أكده لنا السيد يوسف جدلاوي مدير مدرسة حي القرية. وقد تعرضت بعض المدارس إلى السرقة على غرار مدرسة حي العصري الذي أكد مديرها على عدم توفر الحواسيب اللازمة. في المقابل خضعت بعض المدارس كمدرسة التوفيق وحي العمالي إلى عمليات صيانة دورية تمثلت في العناية بالحديقة الداخلية وتبييض الأقسام والواجهة الخارجية وترميم وصيانة دورات المياه وتبقى المدارس الريفية الأكثر حاجة إلى الصيانة كمدرسة السقي الريفية التي تفتقر إلى مطعم خاص بالتلاميذ وافتقارها إلى وسائل الترفيه الموجهة إلى تلاميذ هذه المنطقة وما يعانونه من صعوبة في التنقل والتهميش. أما فيما يخص الاستعدادات الخاصة بالعودة الجامعية فإن الهاجس الأكبر حسب آراء بعض الطلبة يبقى مشكل النقل الجامعي وهذا ما أكده لنا بوعلي عمران طالب بالمعهد العالي للعلوم التطبيقية والتكنولوجيا بقفصة علما ان هناك عددا كبيرا من الطلبة ينتمون إلى كليات مختلفة ويتنقلون في نفس التوقيت وفي نفس الحافلة وهو ما ينجر عنه كثرة التأخير والالتحاق بالدروس في الوقت المخصص ويطالبون بالزيادة في تواتر السفرات لتمكين جميع الطلبة بالالتحاق بكلياتهم.
وفي الإطار نفسه فإن تلاميذ سكان برج العكارمة يعانون من مشكل اكتظاظ الحافلة التي تنقلهم إلى معهد المظيلة بعد زيادة عدد التلاميذ المستعملين لهذه الحافلة وبالتالي بات من الضروري إحداث حافلة ثانية خاصة بتلاميذ الحي المركزي وبقية الأحياء المجاورة لتخفيف الضغط وتوفير سبل الراحة للتلاميذ.
وبغض النظر على الاستعدادات والإجراءات التي سيتم اتخاذها لإنجاح العودة المدرسية والجامعية فإن توفر الأمن بالمنطقة التي تشهد الاضطرابات وكثرة الاحتجاجات الاجتماعية هو الضامن لحسن سير الدروس حسب أهالي المظيلة.