شقيق زعيم تنظيم القاعدة عرض في ذكرى 11 سبتمبر مشروع هدنة بعشرة أعوام بين القاعدة والغرب بقيادة الولاياتالمتحدةالأمريكية وينص المشروع بالخصوص على وقف الهجمات العدوانية الغربية على المسلمين مقابل وضع حد للجهاد. أطلق محمد الظواهري، شقيق زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري مبادرة للهدنة والصلح، معربا عن استعداده لتولي مهمة الوسيط بين الولاياتالمتحدة وتنظيم القاعدة لإنهاء الجهاد ضد الغرب.
هدنة و... صلح
وقال الظواهري في تصريحات لشبكة «سي أن أن» الامريكية نشرت الليلة قبل الماضية انه «وضع مسودة الهدنة في ست صفحات وهي تقترح» إعلان الهدنة بين القاعدة والولاياتالمتحدة لمدة 10 سنوات مع امكانية تجديدها في حال موافقة الولاياتالمتحدة والغرب على عدة شروط أهمها عدم التوغل داخل الأراضي الاسلامية وعدم شن أي حروب على الاسلام والإفراج عن جميع السجناء الذين اعتقلوا بتهمة التطرف الديني، اضافة الى الامتناع عن أي تدخل في نظام التعليم الاسلامي. ويتعهد الاسلاميون في المقابل بوقف القتال ضد الغرب وعدم التحريض على هجمات جديدة، وحتى الدفاع عن «مصالح الغرب المشروعة» في العالم الاسلامي.
وأشار الظواهري الى أنه «في حال أراد الغرب أن يعيش في سلام، فعليه ألا يتدخل في عقيدتنا». وأعرب عن اعتقاده انه «لو تغلبت هذه الفكرة لما حصلت هجمات 11 سبتمبر»، معربا عن أمله في احتمال التوصل الى السلام.
وأوضح الظواهري إنه يعتبر نفسه «وسيطا، ومجرد فرد في الحركة الإسلامية، لا يمثل جماعة معينة، ولا يتكلم عن فكر جماعة». وأضاف أنه مع استعداده لعب دور وسيط لا يزال «مسلما ينحاز إلى الحركة الإسلامية».
وفي السياق ذاهته، أوردت صحيفة «المصري اليوم» عن الظواهري قوله في تصريحات خاصة للصحيفة ان مبادرته تختلف عن بقية المبادرات الاستسلامية، ومفادها أنه «إذا أراد الغرب أن يعيش في سلام، فعليه ألا يتدخل في عقيدتنا»، وهو مقترح يتفاوض حوله الطرفان سواء القاعدة أو عقلاء الغرب.
وأضاف أنه «يتحدث من مبدإ القوة، ويعتبر المبادرة مجالا للصلح بالطرق الصحيحة»، مؤكدا عدم وجود خلاف فكري بينه وبين أخيه، نافيا «انتهاجهما الفكر الدموي»، بحسب قوله.
هذا وأشار ألكسندر سيليفانوف الخبير الروسي في العلاقات الدولية الى ان تنظيم القاعدة يواجه مشكلة استنزاف الموارد ويحتاج الى الهدنة، مع استبعاده تغيير الموقف الامريكي بشأن الحرب ضد الارهاب.
طالبان تحذر أمريكا
وبمناسبة ذكرى 11 سبتمبر أيضا حذرت حركة طالبان من أن القوات الأمريكية يمكن أن تواجه «هزيمة كاملة» في أفغانستان وأن الأمريكيين في خطر في جميع أنحاء العالم، وذلك وفقًا لما ذكره المركز الأمريكي لمراقبة المواقع الإسلامية (سايت)،الليلة قبل الماضية. وقالت حركة طالبان الأفغانية في بيان نقله الموقع إن «ذكرى 11 سبتمبر تحل هذه السنة في أمريكا في وقت تواجه فيه البلاد هزيمة كاملة في أفغانستان، عسكريا وسياسيا واقتصاديًا وفي كل المجالات الأخرى، حيث استنفدت كل الوسائل لتمديد حربها غير المشروعة».
وأضاف البيان الذي حرر باللغة الانقليزية ويحمل تاريخ الأحد أن الحرب التي أطلقت في أفغانستان «تحت ذريعة الانتقام لحادث سبتمبر ليس لها أساس قانوني ولا أخلاقي»، مؤكدا أن الأفغان لا علاقة لهم إطلاقا بما حدث.
وتابع أن الولاياتالمتحدة أنفقت «كميات كبيرة من المال والوسائل العسكرية» في الحرب لكن «ليس هناك أي أمريكي محمي في أي مكان اليوم»، وأكدت طالبان في البيان أن هذا لا يشكل تهديدا لكنها أقسمت على الدفاع عن وطنها ومواصلة جهادها» ضد «الغزاة».
وقال البيان إن «الإمارة الإسلامية تدعو في الذكرى الحادية عشرة لحادث سبتمبر المسؤولين الأمريكيين وأعضاء تحالفها وشعبها على حد سواء إلى وقف إراقة الدماء تحت هذه الذريعة واتباع طريق العقل بدلًا من الطغيان والغباء».