المواجهة التلفزيّة التي جرت بين الصحبي عتيق رئيس كتلة حركة النهضة في المجلس الوطني التأسيسي وعدنان منصر الناطق الرسمي باسم رئاسة الجمهوريّة وعضو المكتب السياسي لحزب المؤتمر من اجل الجمهوريّة حول «المهمّة» الّتي نفّذها الأمن الرئاسي يوم الجمعة الفارط في مقر السفارة الأمريكيّة كشفت عمق الاستقطاب أو الصراع الخفي الموجود بين رئاسة الجمهوريّة والحكومة. منصر أكّد على الدور المحوري والهام الّذي قام به جهاز الأمن الرئاسي والّذي قد يكون جنّب وقوع كارثة لأفراد البعثة الأمريكيّة والعاملين بالسفارة في حين قلّل عتيق من ذلك الدور معتبرا أنّ الكثير ممّا يروج هو من باب «المزايدة والكذب» مدافعا عن الوزارة الّتي يتولاها زميله في حركة النهضة علي العريّض.
سمير بالطيّب عضو المجلس الوطني التأسيسي والقيادي بحزب المسار الاجتماعي الديمقراطي لم يترك الفرصة تمرّ بل اغتنمها كأفضل ما يكون عبر التصريح – منتصرا للمنصر- بأنّ تدخّل الأمن الرئاسي كان حاسما بل جنّب البلاد دخول قوات المارينز إلى بلادنا.
ومهما تكن «المهمّة» الّتي نفّذها سامي سيك سالم ورفاقه فلا يعتقد أحد أنّها كانت مغامرة أحاديّة الجانب أو غير مدروسة في إطار التكامل والتشاور لا فقط بين الأجهزة الأمنيّة بجميع تفرعاتها بل كذلك بين الدولتين التونسيّة والأمريكيّة فإنّ الغريب فعلا هو أن يكون ذلك الجهاز الوطني الهام محلّ تجاذب سياسي للتقاذف أو تسجيل نقاط لفائدة هذا الحزب أو ذاك.
الحادثة على ما فيها أعادت إلى السطح حقيقة أنّ الأمور لا تسير على أفضل وجه بين رئاسة الجمهوريّة والحكومة من جهة وبين حركة النهضة والمؤتمر من جهة أخرى.