دخل عمال المركب الفلاحي «الرملية» منذ الاثنين الفارط في إضراب مفتوح إلى حين تنفيذ مطالبهم. الإضراب جاء بعد استنفاذ كل الأشكال النضالية, منها المراسلة التي قدمها اتحاد عمال تونس منذ شهر مارس ولم تلق تجاوبا من ديوان الأراضي الدولية. كما لوح الطرف النقابي المذكور بالدخول في إضراب يوم 20 جوان لكن في ما بعد تقرر تعليقه لإنجاح موسم الحصاد.
مطالب هذه الفئة من العملة تتمثل أساسا في المطالبة بوضعية سانحة للعمل في إطار علاقة شغليه متكافئة بين حقوق العملة وواجباتهم. من ذلك مثلا المطالبة بترسيم العملة الذين استوفوا الشروط ومراجعة سلم الترقيات المتأخرة, تمتيع العملة بالعطل والأعياد الرسمية, تمكين العملة من زي الشغل...الإضراب كان بحضور عدد كبير من العملة قيل أنهم كل العاملين بالمركب.
السيد كمال الحامدي بدا عليه الغضب الشديد من تجاهل الإدارة لمطالبهم رغم ما قدموه من جهد وسنوات من المعاناة للسهر على تحقيق الربح لهذه المؤسسة والحفاظ على ممتلكاتها وقال بأن هذا الإضراب مفتوح وليس محددا بتاريخ إلى حين تحقيق مطالبهم وهو ما شاطره فيه كل الموجودين.
كنت أنتظر فرصة لأسأل عن حالة الحيوانات الموجودة بعهدة المضربين خاصة وأن المركب يحتوي على أرقام هائلة من الأبقار والدواجن ...وعندما طرحت السؤال رأيت ابتسامة سخرية في أعين عديد العملة وأجابوا بشكل جماعي أن الحيوانات لا علاقة لها بخلافهم مع مشغليهم والسهر على إطعامها أمر مفروغ منه حتى لو فصلوا من العمل.
السيد فرج الفرجاوي العامل المسؤول عن المدجنة رافقنا لرؤية وضعية الطيور عن قرب.
وضعية الدجاج كانت أحسن من وضعية مربيها فقد وجدنا الأعلاف والمياه متوفرة بالأقفاص والبيض قد تم تجميعه , السيد فرج كان يعمل دون أبسط مقتضيات السلامة كالأقنعة الواقية من روائح الدجاج والحذاء الصحي وحرم حتى من أبسط حقوقه المتمثلة في الأدواش ويضيف قائلا أنه عندما ينهي عمله ينزل ليستحم بالوادي المجاور للمدجنة.
السيد فاضل البحريني حالته أفضل بكثير فهو عون إدارة لكنه يؤكد ان الإدارة تفتقر حتى إلى قاعات الانتظار وأسقف سليمة وأحيانا إلى الكراسي لجلوس الموظفين. علاوة على ذلك يعاني السيد فاضل من مشكل الترقيات المتأخرة وسوء إدارة الديوان لهذا المركب «المشكل الأساسي بالنسبة لي أن سوء إدارة وتنظيم المركب وببعض الإصلاحات يمكن أن يدر أموالا طائلة ويحز في نفسي أن أرى مواردنا تهدر بسبب تعيينات فوقية لمسؤولين لا يعرفون عن هذا المجال شيئا».
أما السيد محمد المحرزي فقد حاول تبرير مطالب العملة وتبيين شرعيتها وهو ما جعله يلقى دعما من النقابة الأساسية كما روى لنا تفاصيل مشاركته هو وعدد آخر من العملة في مناظرات الترقيات والمظالم التي تعرضوا لها.
اتصلنا بمدير المركب فأكد له انه لا يملك ترخيصا من قبل الوزارة المعنية حتى يدلي بتعليق لوسائل الاعلام حول ما يجري ليواصل انه اذا ما توفرت النزاهة لدى الاعلام سوف يصرح لها .