لم يكن يوم 21 سبتمبر كغيره من الأيام داخل أروقة وزارة الشباب والرياضة بما أن الوزير قرر فتح تحقيق بخصوص التصريحات الصادرة عقب مباراة النادي البنزرتي والنادي الصفاقسي والتي أكد أصحابها أن بعض الأطراف حاولت «التلاعب» بنتيجتها. لئن حشدت العديد من الأطراف جميع عبارات الثناء بعدالقرار الذي اتخذه طارق ذياب بما أنه يحدث للمرة الأولى في تونس فإن عدة أطراف أخرى تحفظت على هذا الإجراء كما هو الشأن بالنسبة إلى رئيس النادي البنزرتي مهدي بن غربية الذي لمح مؤخرا الى أن إدارته عبرت عن إرتياحها عقب إقدام الوزارة على فتح تحقيق في الموضوع ولكنها في المقابل كانت تمني النفس أن تؤجل الوزارة الإعلان عن هذا التحقيق إلى ما بعد مقابلة الفريق ضد النجم الساحلي بتاريخ 23 سبتمبر وفسر مهدي بن غربية ذلك بالمحلفات النفسية لهذا القرار على لاعبيه الذين ينافسون على لقب البطولة...وفي المقابل أشارت أطراف أخرى إلى أن الوزارة اتخذت القرار المناسب وذلك بغض النظر عن توقيت الإعلان عنه كما تؤكد أن مثل هذا الإجراء لا يمكنه بأي حال من الأحوال التأثير على تركيز لاعبي النادي البنزرتي وأكبر دليل على ذلك فوز إيطاليا بكأس العالم عام 2006 بالرغم أن ذلك العام شهد الكشف عن قضية التلاعب بالنتائج (الكالتشيو بولي).
«الشروق» ارتأت أن تتحدث إلى وزير الشباب والرياضة طارق ذياب وذلك لوضع النقاط على الحروف فأكد لنا مايلي :
«أؤكد في البداية أنني من الأشخاص الذين يطبقون المثل القائل لا تؤجل عمل اليوم إلى الغد إذ كان لا بد من اتخاذ القرار المناسب عقب تلك التصريحات التي أدلى بها مسؤولو النادي الصفاقسي عقب مباراة فريقهم ضد النادي البنزرتي وقد قررنا فتح تحقيق في الموضوع لكشف الحقائق وكما سنفعل الأمر نفسه مع أي فريق آخر سواء تعلق الأمر بالترجي الرياضي أو النادي الافريقي أو النجم الساحلي...لأنه ببساطة شديدة لا يوجد أي فريق في تونس يتمتع ب «الحصانة» مهما كان إسمه وحجمه» وأضاف الوزير قائلا : «لا نتسامح مطلقا مع مثل هذه التصريحات وأرفض شخصيا سعي بعض الأطراف الى غلق الملف لأني مصرّ على كشف الحقيقة طالما أنني موجود على رأس الوزارة وذلك سواء بإثبات الاتهامات أو نفيها وأستغرب كيف تشير بعض الأطراف إلى أن الوزارة عمدت إلى اصدار هذا القرار في هذا التوقيت بالذات للتشويش على النادي البنزرتي في الوقت الذي كنت أول شخص يؤكد أنه من غير المنطقي أن يلعب الترجي الرياضي مقابلتين على أرضه في الموسم نفسه وذلك ضد النجم الخلادي وقد تحدثت إلى رئيس هيئة التحكيم الرياضي (الكناس) وهو السيد الهادي بوقراص وقلت له بالحرف الواحد إنه لا يوجد أي فريق في العالم يسمح له بمواجهة منافسه في مناسبتين على ميدانه وأؤكد أنني عاقد العزم على تطهير الكرة التونسية من كل الشوائب وسنضع حدا لكل التجاوزات وقد لاحظت شخصيا أن عدة مسؤولين أضروا بالكرة التونسية جراء إفتقارهم إلى الخبرة وروح المسؤولية».