كشف مسؤول بوزارة التربية والتعليم المصرية أن المناهج الدراسية الرسمية شهدت اضافة نصوص من الانجيل وهو ما يحصل للمرة الأولى في تاريخ مصر الحديث الذي شهد فترات احتقان بين المسلمين والمسيحيين. وقال الدكتور صلاح عرفة، مدير ادارة تطوير المناهج بالوزارة، انه «تم اضافة نصوص من الانجيل لأول مرة في العام الدراسي الحالي في كتاب التربية القومية للصف الثاني الثانوي».
وأشار الى أن تلك الخطوة جاءت «من أجل اذكاء روح التعاون والحب بين مسلمي وأقباط مصر».ووضع على الغلاف الخاص بمناهج التربية الوطنية الجديدة للعام الدراسي الحالي صورة يرفع فيها مصريون الصليب والمصحف خلال مظاهرات ثورة جانفي2011 مع علم مصر.
وأضاف عرفة أن مساحة «المشترك» بين المسلمين والأقباط تتضمن قيمًا مشتركة بين الأديان السماوية «الاسلام والمسيحية». ولفت الى أنه «تم وضع فصل في كتاب التربية القومية للصف الثاني الثانوي يتحدث عن حقوق المرأة في الاسلام والمسيحية وتم ادخال نصوص من القرآن والانجيل لتأكيد القيم المشتركة في الفصل الخاص بحقوق الانسان بتأكيد أن المسيحية مثل الاسلام لا تميّز بين الرجل والمرأة بل تؤكد المساواة الكاملة». وتساءل قائلا «أليس الأقباط مواطنين لهم نفس الحقوق والواجبات؟»
وتابع: «هدف مادة التربية القومية تدعيم الانتماء للوطن الذي لن يتحقق سوي بالمساواة الكاملة بين كل المواطنين في الحقوق والواجبات للمساهمة فى تشكيل شخصية المواطن والهوية الجماعية للمصريين وبناء نظام سياسى مدنى تعددى متنوع من حيث الثقافة والأيديولوجيا والدين والعمل على تعزيز الانتماء للوطن». ونفى المسؤول المصري في الوقت نفسه أن يكون الكتاب تطرق لأي معتقدات دينية تختلف في الاسلام عن المسيحية.
ومن جانبه، قال الأنبا مرقس، أسقف شبرا الخيمة بالقاهرة، التابع للكنيسة القبطية المصرية، ان «تلك الخطوة تعكس اهتمامًا ملحوظًا من جانب الدولة تجاه تدعيم المواطنة»، مشددًا على أن «الكنيسة ترحّب بمثل تلك الاجراءات التي من شأنها أن تقلل من حالة الاحتقان في البلاد وتدفع الوطن للازدهار بالمساواة بين جميع أفراده». وتعد هذه الخطوة غير مسبوقة في تاريخ مصر حيث لم تحدث في تاريخ مصر الحديث من قبل سواء في العهد الملكي أوعهد رؤساء الجمهورية المصرية السابقين.