كثيرات هنّ النساء اللواتي دفعهن الفقر والخصاصة للخروج الى العمل لتوفير ابسط ضروريات الحياة مقابل أجر زهيد لا يكفي لسد حاجياتهن الأساسية. هن سيدات تجاوزن العقد الخامس من عمرهن ارتسمت التجاعيد على وجوههن. هؤلاء النسوة تحمل وجوههن علامات توحي بالتحدي والصبر ومجابهة مصاريف الحياة كل واحدة منهن تعيش مأساة ولئن اختلفت التفاصيل فان الحرمان والخصاصة تجمعهن, ورغم تلك المعاناة الا ان الابتسامة لا تفارق محياهن, حرارة الشمس وبرودة الطقس وهبوب رياح الشهيلي كلها لم تقف حاجزا امام اصرار هؤلاء النسوة الكادحات على توفير لقمة العيش للأبناء.. البعض منهن قمن بتغطية وجوههن ربما كان من الحياء او التهرب لعدم التعرف عليهن باستثناء البعض اللواتي تحدثن الينا ليروين واقعهن بكل عفوية وكلهن يردن تمرير رسالة الى الجهات المعنية حتى تلتقت اليهن لتمد لهن يد المساعدة.
السيدة ليلى, أم لخمسة أطفال, في العقد الخامس من عمرها حاولت ان تحافظ على كبريائها لكن غلبت على صوتها نبرات الحزن, روت لنا معاناتها من الفقر وحاجتها لمن يعينها على جلب قوت صغارها خاصة وإن زوجها عاطل عن العمل. اذ ذكرت ان دخلها المادي في العمل لدى الحظائر لا يسمن ولا يغني من جوع. أما السيدة سماح فرغم صغر سنها إلا أنها تعيل 4 أبناء فقالت لنا بصوت متقطع ملؤه الحزن: أنا أعاني من الفقر والخصاصة خرجت للعمل لكي أتمكن من دفع معلوم الكراء وتوفير ابسط مقومات العيش, إن ما يجمع هؤلاء النسوة هو الحاجة المادية ,... ومن وضعها الاجتماعي تنتقل بحديثها عن الشأن السياسي بطرحها لتساؤلات حول مدى جدوى قيام الثورة لقد قامت من اجل الشغل والحرية والكرامة لذلك نريد ان يتم تفعيل هذه المبادئ.
السيدة صلوحة لا يختلف واقعها المعيشي عن زميلاتها فهي أم ل7 صغار وان المبلغ الذي تتقاضاه حوالي مائة دينار مقابل 15 يوما من العمل الذي لا يكفي لإعالة أبنائها خاصة وأنها تعول تلميذين وطالبتين جامعيتين.