الفنان التونسي منير الهميسي صاحب اكبر لوحة جدارية أنجزت لتجسيد ملك المغرب «الشروق» التقته صدفة ودون تخطيط مسبق ليتحدث خلال الحوار التالي عن هذا الانجاز الذي ربما يدخل به كتاب «غينيس». كيف بدأت الحكاية؟ كنت متواجدا بالمغرب الشقيق في إطار زيارة سياحية بلغني أن إدارة ثانوية جابر بن حيان بالدار البيضاء تعتزم إنجاز لوحة جدارية للملك محمد السادس بمقاييس لا تتجاوز 4 متر مربع (2*2) . فتقدم لهذه المسابقة عدد كبير من الرسامين من أبناء البلد الذين رغم الشعور بجسامة المسؤولية نظرا للانعكاسات السلبية المتوقعة في صورة الفشل . وكنت الأجنبي الوحيد المترشح لهذا العمل علما أني قبلت التحدي وتجاوزت المطلوب عندما عبرت عن رغبتي في إقامة جدارية تفوق بكثير كل التوقعات و التي ستنجز على مساحة تقدر ب176 مترا مربعا (11*16) ورغم الدهشة التي انتابت الحاضرين . طلب مني إحضار شكل هندسي للجدارية, وبعدها تم استدعائي من قبل المخابرات المغربية للتثبت في الموضوع وخاصة من سلامة مداركي العقلية والحمد لله تمكنت من الانطلاق في العمل . ووفر لي مسؤولو الثانوية كل المعدات الضرورية لإنجاز اللوحة التي تطلبت مني جهدا تواصل حوالي ثمانية اشهر وكلل بنجاح مشهود نال اهتمام المصالح المسؤولة هناك وشد انتباه وسائل الإعلام بعدما انتهيت من إنجاز اللوحة. علما أن السفارة التونسية بالمغرب علمت بالموضوع وكنت مصدر فخر كما أن بعض وسائل الإعلام المغربية عنونت افتتاحيتها كالآتي: «رسام تونسي يدخل المغرب في موسوعة «غينيس» . لماذا بقيت الى حد الان فنانا مغمورا ؟ أنا بطبعي لا أحب الشهرة ولا اجري وراء الصحافة ووسائل الإعلام . أنا ببساطة أهوى الانفراد والعزلة و أجد لذة لا توصف عندما أبقى لساعات أتأمل ولا أتكلم لأن الإبداع له مواصفاته ومستلزماته وقد يكون طبعي هذا هو الذي ساهم في عدم معرفة الناس لي وقد شاركت سنة 2005 في معرض الكرم للصناعات التقليدية وقدمت بعض انتاجاتي التي نالت إعجاب الكثيرين . ماهي طموحاتك بعد رسم جدارية بهذه المقاييس المذهلة؟ آمل أن أدخل موسوعة «غينيس للارقام القياسية» وفي برنامجي خلال المدة القادمة العودة مجددا إلى المغرب لقضاء بعض الشؤون الخاصة ثم أعود بعدها إلى تونس للاستقرار بها وسوف اتصل بوزارة الثقافة لتلبية دعوة وصلتني من سفارتنا بالمغرب قصد إنجاز جدارية حول ثورة 14 جانفي.