نظمت مؤسسة التميمي للبحث العلمي والمعلومات وسفارة هولندابتونس المؤتمر السابع والثلاثين لمنتدى الفكر المعاصر حول كلفة اللامغرب وتداعيات الربيع العربي وذلك بفضاء مؤسسة التميمي بزغوان. وقد حضر المؤتمر السيد خالد بن مبارك الممثل الشخصي لرئيس الجمهورية. كما حضره روبار انجل سفير هولندابتونس ونبيل الحويجي والي زغوان ومجموعة من الأساتذة الباحثين المغاربيين والاروبيين والأمريكان وعدد من السفراء المغاربيين وسفراء الدول الشقيقة.
افتتح السيد نبيل الحويجي والي زغوان أشغال المؤتمر معبرا عن شكره الكبير للأستاذ عبد الجليل التميمي لتنظيمه هذا المؤتمر ورحب بجميع الضيوف وعبر عن إعجابه لاختيار هذا الموضوع المتناغم مع ابعاد ثورات الربيع العربي وعلى رأسهم ثورة تونس المجيدة التي أسست لصحوة الشعوب العربية عموما وشعوب المغرب العربي خصوصا التي تبحث عن بناء مغرب عربي جديد يكرس مبدأ التكامل الاقتصادي والاجتماعي والثقافي.
تفعيل اتحاد المغرب العربي
وأكد الوالي في كلمته أن مسؤولية تفعيل اتحاد المغاربي وتجسيده على أرض الواقع ملقاة على كاهل الحكام والشعوب معا من خلال إلغاء جميع الحواجز التي كانت سببا في تعطيل الخطوات والنوايا الصادقة لبناء مغرب عربي موحد وتدخل الأستاذ عبد الجليل التميمي مرحبا بالحاضرين والضيوف الذين قبلوا دعوة الحضور حرصا منهم على تفعيل الاستراتيجيات البناءة من جيل الرعيل الأول المغاربي والباحثين المهتمين بهذا الملف الذي تضاربت حوله المواقف والبيانات والتصريحات الرسمية والاعلامية.
تدعيم العمل المغاربي المشترك أمام تحديات التجمعات الكبرى
وقد بيّن السيد عبد الجليل التميمي ان الفضاء الجغراسياسي المغاربي عرف منذ معاهدة مراكش التاريخية في شهر فيفري 1989 انتعاشة أمل حقيقية ما زالت تترد أصداؤها لدى الجميع حتى اليوم وقد كان حلم الجميع من مسؤولين وجامعيين ونخب وصحافة وكل أطياف المجتمع المدني في تاريخية الزمن الحاضر المغاربي على امل فتح صفحة جديدة في عقلنة المواقف وتبني الاجراءات الادارية العملية والمدروسة للبدء في تحقيق الخطوات الاولى في هذه الغاية المنشودة محليا ومغاربيا ودوليا واستدرك المتحدث قائلا إن إنجاز ذلك المشروع قد تعثر تماما لاسباب معرفة حسب تعبيره وبين أن من تداعياته الحتمية تباطؤ تحقيق مشاريع الشراكة المختلفة سواء أكانت ثنائية أو خماسية وأكد انه لم يتم ولم تنعقد أي قمة مغاربية منذ اكثر من 12 سنة وأوضح انه كان من المفروض إقامتها دوريا.
كما صرح السيد عبد الجليل أن المواقف بين قيادات الأقطار المغاربية ساهمت في بث عدم الاطمئنان والفعالية في تبني القرارات الخارجية بعض المشاريع حتى ولو كانت متواضعة.
وقال إن هذا ما دفع عدد من المسؤولين المغاربيين من الرعيل الاول للتعبير عن انفصال بفعل توقف قاطرة تحقيق المشاريع المشتركة. وأشار الأستاذ عبد الجليل أن العالم المتقدم الأوروبي والأسيوي والأمريكي انتقد بشدة الدول المغاربية وشعوبها التي لم تدرك بعد فضيلة العمل الجماعي المشترك امام تحديات التجمعات الكبرى الرهيبة.
وأوضح أنه كان الواجب هو الانخراط وسرعة في بلور خطة طريق مستقبلية تقضي بتخطي الواقع والمشاكل والتمثل الأسمى لمصلحة الشعوب المغاربية المؤمنة والمتمسكة بتحقيق مشروع المغرب الكبير سياسيا واقتصاديا ومعرفيا معبر ان تلك هي أقدس الرهنات وأسماها نبلا والملقاة على القادة السياسيين المغاربيين جميعا باعتبارها امانة دقيقة في اعناقهم لصنع الحدث التاريخي الموعود وقال أن هذه رسالة موجهة للقادة المغربيين جميعا تطالب فيها الشعوب المغاربية بالعمل على استشراف ماضي نضال الشعوب المغاربية والذي تميز بتواصل تلاحمه الرائع وتفعيل ودعم كفاح الجزائر من أجل الاستقلال الذي توج بتلاحم القيادات السياسية المغاربية الخمس في مؤتمر طنجة.
وبين الاستاذ عبد الجليل أن الشعوب المغاربية اليوم خاصة الى استفاقة حضارية تقطع مع الماضي لتؤسس لمنظومة جيوسياسية التي تبناها الدكتور المنصف المرزوقي رئيس الجمهورية وصدقه المخلص لتفعيل هذا الملف والخروج به من حالة الركود منذ ثلاثة عقود على الوعي الكامل بأهميته الجيو استراتجية بإيمان متجدد للعمل واحلال هذا الملف أولوية الأولويات في مشاريع التنمية المغاربية الشاملة .
وأحيلت الكلمة للسيد خالد بن مبارك الممثل الشخصي للرئيس منصف المرزوقي والذي ألقى كلمة الرئيس نيابة عنه حيث حيا النشاط الحثيث والمتواصل لمؤسسة التميمي للبحث العلمي والمعلومات وذكر أن كل التجارب بينت أن التقارب بين الشعوب لا ينجح الى اذا بني على قاعدة اقتصادية علمية صلبة راسخة وقد ظهر ذلك خلال معاهدة مراكش سنة 1989 حيث حدد من أهم أهدافها العمل على تأمين حرية تنقل الأشخاص والسلع ورؤوس الأموال. ثم جاءت بعدها قمة ليبيا سنة 1992 التي بلورت الاستراتجية المغاربية للتنمية المشتركة لانشاء وحدة اقتصادية على أربع مراحل إلاّ ان معضلات سياسية أوهنت الاتحاد وصرفت عنه شعوبا سئمت كثرت الوعود وقلة الانجاز وأشار رئيس الدولة ان تونس تؤمن ايمانا عميقا بمغرب الشعوب وساعية الى تفعيل الاتحاد المغاربي.