توفي ليلة أول امس الاثنين 8 أكتوبر السيد نصر بن عمر من مواليد 1957 بعد ان شارك على امتداد 11 يوما في اعتصام لمجموعة من المطرودين من المعمل الكيميائي التونسي وحدة المظيلة. «الشروق» نقلت تفاصيل الحادثة وحسب شهادة احد المعتصمين فقد بات الفقيد ليلة الاحد مع زملائه في مقر الاتحاد الجهوي للشغل ليغادره صباح الاثنين من اجل تفقد عائلته وفي الوقت نفسه كان 3 من المعتصمين قد دخلوا في اضراب جوع مفتوح بداية من يوم الاثنين.
احد زملائه المعتصمين يؤكد للشروق ان السيد نصر بن عمر التحق بمقر الاتحاد مساء الاثنين (قبل الغروب) ملحا على انخراطه في اضراب الجوع معاتبا زملاءه على عدم اشراكه فيه فما كان من المجموعة الا ان وضحوا له الامر آخذين بعين الاعتبار سنه وحالته الصحية ملتمسين منه العودة الى منزله وهو ما تم بالفعل اذ التحق بعائلته القاطنة بمنطقة المولى من مدينة قفصة لتفاجئ العائلة ليلا بوجوده في حالة اغماء نقل على اثرها الى المستشفى اين تم التاكد من مفارقته الحياة الامر الذي مثل فاجعة حقيقية لعائلته وزملائه المعتصمين بمقر الاتحاد. وقد تم تشييع جثمان الفقيد بعد ظهر يوم امس مع التوقف بمقر اتحاد الشغل بقفصة في موكب جنائزي كبير وللاشارة فان الفقيد متزوج وأب ل5 ابناء 2 منهم في طور الدراسة الثانوية و3 عاطلون عن العمل وهو اصيل منطقة الحارة بمدينة قفصة ومتسوغ لمنزل بالمولى وقد كان اوقف عن العمل منذ اكثر من 10 سنوات بعد ان قضى سنوات قليلة في العمل بالمعمل الكيميائي بالمظيلة وعاش اثر ذلك ظروفا مادية واجتماعية صعبة للغاية من ذلك انه عجز عن مواصلة تدريس ابن و بنت بسبب قلة ذات اليد.
من الاعتصام الى الاضراب عن الطعام
سعيد تليجاني احد المعتصمين و المضربين عن الطعام عبر عن شديد تأثره وزملائه لوفاة زميلهم مشيرا الى انهم عاشوا معا معاناة البطالة وصعوبات المطالبة بحق العودة الى العمل ملاحظا ان مطرودي المعمل الكيميائي قد اتصلوا بكل الجهات المعنية لحل مشكلتهم سواء على المستوى الجهوي او الوطني الا ان ذلك لم يثمر نتيجة ايجابية مما اضطرهم مؤخرا الى الدخول في اضراب جوع بعد مراسلات واحتجاجات واعتصامات عديدة في المظيلةوقفصة ويشير السيد تليجاني الموقوف عن العمل منذ سنة 2002 ان الرئيس المدير العام للمجمع الكيميائي التونسي راسل بتاريخ 19 جويلية 2011 السيد وزير الصناعة والتكنولوجيا طالبا منه الترخيص بارجاع العملة المطرودين من المجمع الكيميائي والبالغين من العمر اقل من 60 سنة لكن هذا الطلب لم يتحقق.
بيانات مساندة و تنديد
الاتحاد الجهوي للشغل بقفصة اشار في بيان له يوم امس الى انه رغم تدخلات من اجل ارجاع المطرودين لم يتلقى سوى وعودا باهتة وحمل الجهات المعنية المسؤولية في كل ما قد ينجر عن عدم تلبية مطالب المعتصمين المضربين عن الطعام بمقر الاتحاد اما فرع قفصة للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان فقد عبر عن انشغاله العميق لما آل اليه وضع المعتصمين و المضربين خاصة بعد وفاة السيد نصر بن عمر محملا السلط المركزية والجهوية مسؤوليتها مع دعوتها الى فتح قنوات الحوار مع كافة مكونات المجتمع المدني و السياسي والنقابي ومع طالبي الشغل و من المهم التذكير ان عدد المضربين عن الطعام من العملة المطرودين من المعمل الكيميائي بالمظيلة قد تطور يوم امس الى 7 بعد ان انطلق بثلاثة والمضربون هم سعيد تليجاني-نور الدين سنيحة-صالح صويلح-عبد السلام عمايدية –عبد اللطيف حفايظية-حبيب هنشيري-الكامل عمايدية وهم متواجدون بالاتحاد الجهوي للشغل بقفصة.