قال عدنان المنصر الناطق الرسمي باسم رئاسة الجمهورية في ندوة صحفية عقدها بقصر قرطاج صباح أمس إنّ الترويكا ستعلن خارطة الطريق السياسية للمرحلة القادمة يوم 18 أكتوبر الجاري. وأوضح المنصر ان التنسيقية العليا للترويكا التي يحضرها الرئيس المرزوقي تشهد محادثات إيجابية وانه تم التوافق حول وضع رزنامة سياسية معقولة وموضوعية سيلتزم بها نوّاب الائتلاف الثلاثي الحاكم وهي تخص الهيئة القضائية وهيئة الاعلام وهيئة الانتخابات كما سيتبنى المجلس جملة من القوانين الموسعة مؤكدا أنّه سيتم تقديم تفاصيل ما تمّ التوصّل إليه يوم 18 أكتوبر.
وأكّد المتحدّث ردّا على دعاة انتهاء الشرعية يوم 23 أكتوبر «لا بديل عن الشرعية سوى الشرعية ورئاسة الجمهورية تسجّل ارتياحا لما صرّح به حسين العبّاسي أمين عام اتحاد الشغل بأن مبادرة الاتحاد تحترم الشرعية وتهدف الى تجميع الفرقاء السياسيين للخروج بموقف مشترك حول المرحلة القادمة».
وذكر أيضا ان الرئيس يساند مبادرة الاتحاد مادامت تحترم سيادة المؤسسات الشرعية مشيرا الى ان 23 أكتوبر هو مكسب ديمقراطي وأن الاساس يظل الحفاظ على الوحدة الوطنية.
وقال عدنان المنصر إنّ 18 أكتوبر هو تاريخ مبادرة هامة في تونس وان روح التوافق الحكومي الحالي منبثقة منها وانها مكسب ديمقراطي لا محيد عنها. وفيما يتعلّق بتصريحات الرئيس المنصف المرزوقي حول السلفيين قال المنصر الرئيس يستقبل باستمرار المعتدلين من هذه المجموعات والمستهدف ليس السلفيين فحسب بل كل الاطراف التي تعتمد العنف كما أن الرئيس المرزوقي حريص على حماية مؤسسات الدولة من جهة وحماية حقوق الانسان من جهة أخرى.
وقال أيضا «المؤسسة الامنية متجهة فعلا نحو الاصلاح وقد يستغرق الامر وقتا هناك عمل جيّد تقوم به المؤسسة الامنية لتصبح مؤسسة جمهورية منصهرة مع مجتمعها وحامية للقانون ونحن نحمّل رجال الامن مسؤولية الحفاظ على سمعة مؤسستهم.
هذا على مستوى الشأن الداخلي أما على المستوى الدولي سرد المنصر خلاصة ما نتج عن الزيارات الرسمية التي أداها المنصف المرزوقي الى الولاياتالمتحدةالامريكية والى البيرو والسينغال بالإضافة الى مشاركته في قمة خمسة زائد خمسة التي اقترح فيها انشاء محكمة دستورية دولية للاحتكام إليه في حالات تزوير الانتخابات وفي حالات الانقلاب العسكري ولاقت المبادرة بحسب المنصر تجاوبا من قبل عدد من الدول وقد وقّعت عليها الى حدّ الآن أربع دول منها الاكوادور والسينغال والبارغواي. واشار الى ان تونس ستوقّع اتفاقيات شراكة مع دول امريكا الجنوبية رغبة منها في الاستفادة من خبرة تلك الدول في التصدّي للفقر والخصاصة.
كما أوضح المنصر ان اقتراح المرزوقي تشكيل قوة اقليمية للتصدّي إلى الهجرة السرّية لا يرمي الى تشكيل قوة أمنية ولكن قوّة لمعالجة أسباب الظاهرة في عمقها من خلال التنمية وتفعيل الدور الاوروبي في هذا المجال قائلا «الهدف هو تجاوز المقاربة الامنية وبعد شهر ستعقد ندوة في تونس للحوار حول هذه القوة علما وان هناك قبولا جيّدا لهذا المقترح التونسي».
وفيما يتعلّق بالشأن المغاربي قال المنصر إنّ تاريخ القمّة المغاربيّة لم يحدّد بعد وأن التاريخ الذي اقترحته تونس في رسالتها الى قادة الدول المغاربيّة يظلّ مجرّد اقتراح مبرزا أن تونس لم تقدّم أيّ مقترح فيما يتعلّق بالأمين العام للاتحاد.