قام مجموعة أشخاص مجهولي الهوية فجر أمس بإضرام النار في مقام الولية الصالحة «السيدة المنوبية» الكائن بجهة منوبة قرب مستشفى الرازي وذلك في حدود الساعة الثالثة صباحا. وقد أتت النيران التي تمكن أعوان الحماية المدنية من ايقاف تسربها الى باقي أجنحة المقام على صحن المقام والتابوت والمصلى حيث التهمت كافة مكوناتها بما فيها كتب للقرآن الكريم وخلفت أضرارا فادحة بالمبنى.
وقد روت النساء العاملات بالمعمل واللواتي كن حاضرات في الواقعة أنهن فوجئن بخمسة ملثمين صغار السن نزلوا عبر حبل الى بهو المقام مسلحين بالسيوف والغاز المشل للحركة وأوعية بنزين بلاستيكية... حيث قاموا بسكب البنزين على التابوت والغرفة المجاورة له ثم أضرموا النار فيه.
كما قام أحدهم بتهديدهن وسلبهن مصوغهن وهاتفي جوال وقاموا بمغادرة المكان تاركين دليلا على فعلتهم وهو الحبل الذي لا يزال مشدودا الى السطح والبنزين المستعمل لاضرام النار والذي عم المكان. هذا وقد تولت الجهات الامنية فتح تحقيق في الحادثة التي تعد الثانية من نوعها بالجهة بعد هدم مقام سيدي بوشوشة بدوار هيشر دون تأكيد الجهة التي تقف وراء هذه العملية.
وزير الثقافة على الخط
هذا وقد تحول السد مهدي مبروك مرفوقا بالسيد والي منوبة منصف العمراني الى مقر المقام الذي تضرر حيث تمت معاينة الأضرار التي حولت جزء من المعلم الذي يعود تاريخه الى 1814 الى ركام وحطام. وقد أدان الوزير عملية الحريق المفتعل مؤكدا بقوله «نحن ندين هذا الفعل الهادف الى اتلاف المعالم الاثرية التي تشكل مخزون تونس الأثري والحضاري العريق» مشيرا الى حرص وزارة الثقافة على وضع برنامج فاعل لحماية المناطق الاثرية من الاتلاف والاندثار.