تشهد الساحة الثقافية بتوزر تجاذبات حادة محورها مهرجان الشعر العربي الحديث بالجريد. فإثر تأسيس جمعية لمهرجان الشعر العربي الحديث بالجريد في دورته 32 من 18 إلى 21 أكتوبر 2012 احتد النزاع بين عدد من المهتمين بالحقل الثقافي حول شرعية هذه الجمعية بشبكة التواصل الاجتماعي وسرعان ما تحول إلى احتجاجات رسمية انخرطت فيها فعاليات من المجتمع المدني وأحزاب سياسية فقد أصدرت جمعيات من المجتمع وأحزاب سياسية بتوزر بيانا مشتركا تحصلت الشروق على نسخة منه يدين بشدة جمعية مهرجان الشعر العربي الحديث بالجريد التي تأسست مؤخرا وهو ممضى من قبل عدد من مكونات المجتمع المدني والسياسي منها المجلس الجهوي لحماية الثورة بتوزر وجمعية النهوض بنساء الجريد وجمعية صيانة مدينة توزر ومنظمة حرية وانصاف وجمعية ابن الشباط للتنمية والعدالة بالجريد وجمعية الهداية للقرآن الكريم والجمعية التونسية لحقوق الطفل والجمعية التنموية لحماية الواحات بتوزر وأحزاب حركة النهضة وحركة الشعب والمسار الديمقراطي والاجتماعي ونقابة الصحة والنقابة الأساسية للتعليم الثانوي ويعتبر البيان جمعية مهرجان الشعر العربي الحديث بالجريد تجمعية انقضت على المهرجان ودعا إلى عقد لقاءات بين مختلف الأطياف المكونة للمشهد الثقافي بالجهة لتشكيل لجنة مؤقتة تسهر على تنظيم المهرجان بعيدا عن منطق الاقصاء والتهميش.
إثر صدور هذا البيان عقد ممثلون لجمعيات المجتمع المدني وبعض الشعراء جلسة مع والي الجهة السيد نورالدين كمون وأبدى تفهمه للوضعية المعروضة عليه وتعهد بإعلام وزير الثقافة بكل جزئيات الاشكال وأكد على حرصه على أن تتكون هيئة أو لجنة تنظر في فعاليات المهرجان بعد عرضه على مكونات المجتمع المدني للقطع مع الماضي وتطوير المهرجان.
وتواصلت التحركات الاحتجاجية للمعارضين لهذه الجمعية بعد عرض الاشكال على والي الجهة فالتقى عدد منهم بالمندوب الجهوي للثقافة بتوزر يوم الجمعة المنقضي ورفض تسلّم عريضة المجتمع المدني التي قبلها الوالي معللا ذلك بأنه لا يتعاطى السياسة وليس من مهامه التعامل مع هذه الحيثيات.
الشاعر والنقابي محمد اللواء عمارة أحد أبرز المعارضين لهذه الجمعية حضر اللقاءين مع كل من الوالي والمندوب الجهوي للثقافة بتوزر وقال إن المندوب رفض العريضة التي قبلها الوالي وهو موقف انحياز ومجاراة للجمعية المشبوهة فعوض تصحيحه لمسار الثقافة بالجهة ومعالجة المشاكل التي طفت على الساحة الثقافية تغافل عنها فانقطعت لغة تواصل المعارضين لهذه الجمعية معه.
لتحديد موقف جمعية مهرجان الشعر العربي الحديث بالجريد اتصلنا برئيسها الشاعر محمد الأمين الشريف وهو من مؤسسي مهرجان الشعر العربي الحديث بالجريد وتظاهرات وهياكل ثقافية أخرى هامة بالجريد منها مهرجان أفراح الواحات وجمعية المسرح الجريدي وهو من المبدعين الذين كتبوا بإطناب عن قضايا الأمة العربية واستوضحناه حول ما تردد عن عزمه الاستقالة من رئاسة جمعية مهرجان الشعر العربي الحديث بالجريد فأفادنا أن الجمعية ستعقد في غضون يومين جلسة تحدد فيها موقفها من التجاذبات الحالية وتتخذ القرارات المناسبة وسيحيطنا علما بالقرارات المتخذة وأضاف بأن لقاءه مع وزير الثقافة مؤخرا شكل فرصة لتدويل مهرجان الشعر العربي الحديث بالجريد لأول مرة منذ انبعاثه قبل 32 سنة و ستشارك فيه خلال الدورة الحالية بالإضافة إلى عدد من الدول العربية وهي العراق والسعودية واليمن ومصر وعمان والامارات وليبيا والجزائر والمغرب كل من الدول الغربيةفرنسا واسبانيا وبلجيكا وايطاليا وكندا وقال إن تدويل المهرجان مكسب لا للجهة فقط بل لكل التونسيين وردا عن اتهام معارضيه للجمعية بالانتماء إلى حزب التجمع المنحل قال إن هذه التهمة لا تعنيه فهو معروف لدى العامة والخاصة في الجهة ووجه التهمة بدوره إلى معارضيه بانتماء بعضهم إلى الحزب المنحل ويدعو الكفاءات منهم إلى نبذ الخلافات وطي صفحة التجاذبات والانضمام إلى الجمعية والتعاون معها.