هي آخر مدارس علي باشا الاول مات قبل إنجازها وأتمها صهره رجب بن مامي. وقد بنيت حسب المصادر التاريخية عام 1170 هجري الموافق لعام 1757 ميلادي. وتوجد هذه المدرسة بنهج باشا قبالة نهج الحفصية وتعد المدرسة الوحيدة بالجهة المذكورة بعد أن أصبح نهج الباشا في الفترة الحسينية أحد الممرات الرئيسية للمنطقة. وهناك تشابه بين مدخل العاشورية والحسينية الكبرى وبئر الاحجار. * هندسة رائعة ويؤدي الباب الرئيسي للمدرسة الى «دريبة» مستطيلة الشكل مسقوفة بثلاث قباب وتكسو جدرانها لوحات من الخزف. وينتقل الزائر من آخر الدريبة مباشرة الى سقيفة منكسرة تنتهي الى صحن شبه مربع تحيط به من جهاته الاربع أروقة وجدرانه مكسوة بلوحات من الخزف مختلفة الاشكال والالوان (أشكال هندسية ونباتية). وتمتاز الواجهة الغربية باحتوائها على مدخل المسجد الذي زينه المهندسون بالرخام. كما تحتوي السقيفة على أقبية متقاطعة وصفوف من الاعمدة بتيجان ذات نمط تركي. وتضيف المصادر التاريخية أن هذه المدرسة من أجمل ما شيد علي باشا الاول. فقد كان الرجل مهتما بالعلم والتربية، وخصص ما يكفي من المال والمهندسين لبناء أربع مدارس تعد الآن من أشهر المدارس الموجودة بمدينة تونس. * ثلاث مدارس والى جانب بئر الاحجار أمر الرجل ببناء ثلاث مدارس أخرى هي الباشية نسبة اليه والسليمانية التي خلد بها ذكرى ابنه سليمان الذي قتله أخوه بالسم. وأسست هذه المدرسة بين سوق الكتبية، وسوق القشاشين وكان ذلك عام 1754 أي بعد سنتين فحسب من بناء الباشية. أما المدرسة الثالثة فهي العاشورية التي تحدثنا عنها سابقا وبناها علي باشا الاول عام 1159 ه/1749م. وهي أولى المدارس الاربع التي بناها الرجل.