اتهم رئيس حزب حركة نداء تونس امس حركة النهضة وحزب المؤتمر من اجل الجمهورية ووزارة الداخلية بالتخطيط والاشتراك في عملية اغتيال مدبرة راح ضحيتها منسق الحركة بتطاوين كما وجه اصابع الاتهام الى رئيس حركة النهضة رأسا واعتبر انه أول من دعا الى قتل المعارضين له. ونعى السبسي في ندوة صحفية عقدها امس المدير الجهوي لاتحاد الفلاحين لطفي نقض «أحد مناضلي نداء تونس وأحد ابناء تطاوين الاشاوس الذين دفعوا ضريبة الدم لتحرير البلاد من الاستعمار كما دفعوا ضريبة الدم في الثورة واليوم يدفعون ضريبة الدم من أجل الديمقراطية وانجاح المسار الانتقالي لطفي الذي وقع اغتياله في أول عملية اغتيال سياسي بعد الثورة والذي خطط لقتله مسبقا في اجتماع بالمنطقة وبحضور احزاب الترويكا الثلاثة وللأمانة نقول ان احد الاحزاب وهو التكتل تخلف من العملية عندما اصبحت المسألة تتعلق بالإبادة».
من أعطى الأوامر؟
وتابع «العملية مبرمجة لاغتيال منسق نداء تونس الذي لم يكن تجمعيا بل كان يعيش في الخارج وهو أب لستة ابناء وقد استمعنا الى الناطق باسم الداخلية واطالبه بالانتقال الى وزارة الخارجية ليتعلم القليل عن الديبلوماسية ... استمعنا الى الجميع وحتى الى رئيس العصابة نفسه الذي قام بالاغتيال والكل يقولون انه توفي نتيجة سكتة قلبية وهذا كذب وبهتان لدينا تسجيل كامل بالصوت والصورة لعملية السحل والاغتيال وهي مدبرة وممنهجة والسلط كانت على علم وتنظر ولم تفعل شيئا».
واشار رئيس نداء تونس الى ان الضحية كان قد أعلم السلط انه مستهدف واعلمهم انه اذا لم تتم حمايته من طرف السلطة سيدافع عن نفسه وهو ما يعيدنا الى سياسة الغاب «وذلك ما وقع فالعملية خطط لها من طرف الاحزاب الثلاثة عبر مكاتبها في الجهة وبالطبع ذلك لا يمكن ان يتم بمعزل عن قياداتها في العاصمة خاصة وان رئيس النهضة كان ينادي بأعلى صوته بان حركة نداء تونس اخطر من السلفيين وهذا عنف سياسي وهو ما سيدفع انصاره الى العنف المادي وهذا ما وقع مثلما وقع الاعتداء على نساء نداء تونس في صفاقس في ناديهم والاعتداء على نائب في المجلس التأسيسي بالعنف ومزقت ثيابه وعندما طالب بتدخل الامن قالوا انه ليست لديهم أوامر بذلك».
واضاف «لقد دخلنا الى حلقة العنف والمسالة لم تكن صدفة او حادث طريق والقتلة اصدروا بيانا منذ فترة اعلنوا فيه عن نواياهم وقالوا فيه ان الرابطة الشعبية لحماية الثورة في تطاوين تحذر كل من يتعامل مع التجمعيين الجدد مهما كان اسمهم ولونهم او حزبهم ومن يسهل لهم سبيل فتح مقر سوف يعتبر عدو الشعب وسوف تعامله بما يليق بإنسان مكروه بغيض عدو الله والوطن».
حياة أو موت
وأكد الأستاذ الباجي قائد السبسي ان الحركة تعتبر ان ما وقع هو «جريمة سياسية ممنهجة تتحمل مسؤوليتها الأطراف التي نفذتها والاطراف التي أعطت الاوامر لتنفيذها... ما سيقع اليوم هو قضية حياة أو موت ليس للأشخاص وانما لتونس».
واعتبر السبسي ان حركة النهضة تتحمل مسؤولية عدم المشاركة في الحوار الوطني الذي دعا اليه الاتحاد العام التونسي للشغل وان اللوم يقع على الاطراف التي لم تشارك وواصلت الحديث عن الاقصاء وليس على الاطراف التي تفتح ايديها دائما للحوار من اجل اخراج البلاد من الازمة الراهنة حسب قوله.
وحول امكانية التوجه الى التقاضي خارج البلاد قال ان الحركة لا تتجه الى الخارج لتشويه صورة البلاد وان الشعب هو المستهدف وان الشرعية تعود اليه دون غيره معتبرا ان أهم مكسب حققه التونسيون عبر الاجيال هو تأسيس الدولة وانه اذا تخلت الدولة عن مسؤولياتها نعود الى قانون الغاب على حد تعبيره.
ومن جهته اعتبر الاستاذ الطيب البكوش الامين العام لحركة نداء تونس ان «الميليشيات هي مجموعات غير قانونية تستعملها احزاب فاشية لكن الذين يدافعون عن انفسهم في مواجهة تلك المليشيات لا يمكن بأي حال ان نعتبرهم ميليشيات ايضا» وربما في ذلك اشارة الى امكانية مواجهة رابطات حماية الثورة التي اعتبر نداء تونس انها ميليشيات لا علاقة لها بالثورة ووصفها بمجموعة مرتزقة.
وحول كيفية التحرك مستقبلا لمواجهة الاعتداءات المماثلة قال الاستاذ الباجي قائد السبسي بديبلوماسيته المعهودة التي لم يفقدها رغم عظمة الحادث «هذه الندوة هي تحرك من جملة التحركات التي سنقوم بها».