رغم أننا نشاهد ملامح الخريف من غيوم وأمطار متفرّقة وغزيرة أحيانا الا أننا نعيش طقس فصل الصيف الحار ونتحصّن ضدّها بأجهزة التكييف. وتفيد مصادر الرصد الجوي أن الحرارة ستتواصل حتى نهاية السنة الحالية. وحسب توقّعات الرصد الجوّي تتراوح الحرارة القصوى اليوم بين 29 و33 درجة بالمناطق الساحلية والمرتفعات وبين 31 و35 درجة ببقية المناطق. وشهدت حرارة الطقس نفس المعدّلات تقريبا خلال كامل الاسبوع المنقضي مما دفع الى التساؤل ما هي الأسباب الناجمة عن هذا الارتفاع غير العادي في الحرارة؟ وماذا عن توقّعات الرصد الجوي خلال الأيام القادمة السيد جمال بوراوي خبير في الرصد الجوي أفاد أن ما يجعل التونسي يشعر بحرارة الطقس خلال هذه الفترة هو كثرة الرطوبة التي تسيطر على الجوّ.
وذكر أن كثرة الحرارة تؤدي الى تعرّق البدن والرطوبة تساهم في تلبّد العرق على الجسم فتزيد وتفيد توقّعات الرصد الجوي على المدى المتوسّط تواصل الوضعية الحالية حيث تتراوح درجة الحرارة بين 26 و28 درجة بالشمال والوسط وبين 28 و32 درجة بالجنوب وهذا يفضي الى الاستعانة بأجهزة التكييف المتوفّرة لدينا والتحصّن بملابس تساعد على امتصاص العرق من الجسم والذي يزيد في تصعيد نسبة الحرارة بالجسم والاصابة بالاختناق والشعور بالحرارة.
وأفاد أن الحرارة تعتبر عادية ولم تخرج عن مستوياتها المعهودة وقال: «أن التوقّعات الجوية يمكن أن تكون قريبة من الحقيقة بنسبة 100٪ بعد 3 أيام وتتراجع النسبة كلّها أو تبعدنا أكثر لتصل الى شهر حيث تصل نسبة الحقيقة 50 بالمائة.
وحول علاقة حرارة الصيف ببرودة الشتاء بمعنى أنه كلما كان الصيف حارا جدا كان الشتاء باردا جدّا. قال: «ليست هذه حقيقة مسلّمة ولا علاقة لهذا بذاك وكلّما حدث أن التونسي عاش في الثمانينات هذه الوضعية الجوية فعلقت بأذهان الناس وتحوّلت الى فرضية مسلّمة».
وذكر عبد الرزاق الرحال مهندس بالرصد الجوي خلال اجتماع اللجنة الوطنية الدائمة لتفادي الكوارث ومجابهتها وتنظيم النجدة أنه مبدئيا الثلاث أشهر القادمة ليس فيها ظواهر جويّة خطرة والحرارة سوف تتواصل عادية والأمطار سوف تكون أيضا بمعدّلات عادية وهذه المؤشرات تفضي الى الخشية من ضعف نزول الأمطار في بداية الموسم الفلاحي.