يعقد قادة حركة «الاخوان المسلمين» قمة دولية في مكةالمكرمة للتشاور حول الأجندة الاخوانية للعام القادم وحتى للدعاء على الايرانيين. لكن النشاط السياسي المكثف للاخوان سيكون بمثابة التحدي الكبير والخطير للسلطات السعودية التي ترفض «تسييس الحج» والتي تخشى أن تكون قمة الاخوان استفزازا لايران.
ذكرت صحيفة «العرب» اللندنية نقلا عن أوساط مصرية ان اجتماعات تنسيقية لتنظيم الإخوان المسلمين الدولي ستعقد في مكةالمكرمة أثناء موسم حج هذا العام 2012 .
وأشارت «العرب» في تقرير لها بعددها الصادر أمس أن محمد بديع، المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، وصل إلى مكةالمكرمة برفقة زوجته وابنته وزوجها لأداء مناسك الحج، كما أشارت مصادر أخرى داخل جماعة الإخوان إلى أن الدكتور محمد سعد الكتاتني، رئيس حزب الحرية والعدالة، تبع المرشد العام، إلى السعودية، لأداء فريضة الحج أيضا، كما سينضم إليهما الدكتور أحمد فهمي، رئيس مجلس الشورى، الذي قال إنه سيذهب هو الآخر لأداء فريضة الحج.
ونفت جماعة الإخوان المسلمين أن يكون سفر المرشد للحج جاء بناء على دعوة من الملك عبد الله بن عبد العزيز، خادم الحرمين الشريفين، مؤكدة أنه سافر على نفقته الخاصة.
وكان القيادي الإخواني كمال الهلباوي المتحدث السابق باسم إخوان أوروبا قد كشف عن أن زيارة بديع للحج هذا العام جاءت من أجل عقد اجتماعات بينه وبين عدد من قيادات «الجماعة» على مستوى العالم، للتنسيق والتشاور، ووضع خطة لمستقبل «الجماعة» في العام المقبل، بعد الإطاحة بعدة نظم دكتاتورية في المنطقة العربية. ويتوقع أن تقدم إلى حج هذا العام قيادات إخوانية دولية مهمة منها يوسف القرضاوي الذي أثار موجة من الامتعاض داخل السعودية لمناداته باستعمال الحج سياسيا ضد النظام الإيراني والدعاء عليه، وعلى الرغم من العداء السعودي للنظام الايراني إلا أنهم ينأون بالحج عن الاستعمال السياسي خوفا من فتح الباب لإيران وغيرها للقيام بأفعال تتنافى مع روحانية الحج.
وغضب الكثير من الشخصيات السعودية على استعمال القرضاوي الحج لأعمال تتنافى مع روحانية المناسبة وتركيز الحاج على علاقته بربه وتطهره من الدنس لا التفرغ للمناسبات السياسية وإطلاق الشعارات ضد مكون مهم في الحج هو الحجيج الإيرانيون الذين قد يتسببون في خلافات طائفية تريد السعودية إبعاد حجيج هذا العام عنها. ولاحظت قيادات إسلامية في مكةالمكرمة تحضيرات لاجتماعات بين قيادات إخوانية من أنحاء العالم، وأن هناك ترتيبات من قبل الداعية الإخواني السعودي سلمان العودة واتحاد العلماء المسلمين ومقره الدوحة لترتيب المقر والخدمات اللازمة لعقد هذه الاجتماعات.
وتتحدث الأوساط السعودية الشعبية في مكةالمكرمة عن أن ما يطلقون عليه «قمة الإخوان في مكة» سيضم يوسف القرضاوي ومحمد بديع وسعد الكتاتني وأحمد فهمي وسلمان العودة ومحفوظ نحناح وآخرين.
ويبدو أن القيادات الإخوانية التي تحكم مصر حاليا تريد الاستفادة مما حرمت منه عقودا إذ في عهد الرئيس المصري السابق حسني مبارك منعت سلطات الأمن «بديع» من السفر لأداء العمرة عام 2008؛ حيث كان وقتها عضوًا بمكتب إرشاد الجماعة.