«موعد 23 أكتوبر: آفاق وتحديات» كان محور اجتماع نظمه مساء الأحد الماضي المكتب المحلي للحزب الجمهوري بحمام سوسة بإحدى قاعات الأفراح بالجهة حضره أعضاء المكتب السياسي سعيد العايدي وماهر حنين ويوسف الشاهد الذين تحدثوا عن التوجهات العامة للحزب وآفاق المرحلة القادمة. واعتبر يوسف الشاهد أن 23 أكتوبر أصبح «ذكرى سيئة لاقترانه بتاريخ وفاة لطفي نقض» محملا المسؤولية للترويكا ومنتقدا مواقفها خاصة تجاه حالة الاحتقان السياسي التي اعتبرها نتيجة متوقعة كان الحزب الجمهوري قد تنبأ بها على حد تقديره،مضيفا أنّ «الترويكا تلتقي مع بن علي في ممارسة سياسة الإقصاء ورفض الحوار ولولا ضغط المعارضة لما التجأت مؤخرا إلى تحديد موعدا للانتخابات أو التفكير في المرحلة اللاحقة ل23 أكتوبر» حسب تعبيره.
وعبّر الشاهد عن استيائه من أمين عام حزب المؤتمر محمد عبو قائلا: «لم أكن أتوقع أن رجلا حقوقيا مثل محمد عبو يقبل القيام بحملة سياسية في المسجد كالتي قام بها مؤخرا بأحد مساجد سيدي بوسعيد»، مشيرا إلى أن «أول من اقترح المبادرة الوطنية هو إياد الدهماني عضو المكتب السياسي للحزب الجمهوري وقد تنازلنا عن تلك المبادرة لفائدة المصلحة الوطنية ثم فيما بعد نجد الاتحاد العام التونسي للشغل قد أعلنها». وحول احتمال عدم إجراء انتخابات في 2013 فإن النتيجة حسب يوسف الشاهد ستكون «الفوضى والفشل وفي هذه الحالة لابد من تجاوز الشرعية الانتخابية لتطبيق الشرعية الوفاقية من أجل تكوين حكومة وإن فشلنا في ذلك قد يتدخل الجيش» حسب تقديره.
وبخصوص علاقة الحزب الجمهوري ب«حركة نداء تونس» أكد الشاهد التحالف بين الحزبين للدخول في الانتخابات المقبلة مقرّا في نفس الوقت ببعض الاختلافات بين الحزبين وقال إنّ «حركة نداء تونس خلقت حركية سياسية في البلاد بسبب شخصية الباجي القايد السبسي الكاريزمية ومثلما وجدنا نقاط التقاء مع هذه الحركة فلنا نقاط اختلاف فتاريخنا النضالي لا يملكه «نداء تونس» كذلك قوة هياكلنا والتي بلغت المائة فرع ففي خمس سنوات سنصبح أكبر قوة شعبية وسطية ونحن الآن واعون بقوتنا لذلك التجأنا إلى التحالف مع حزب المسار ونداء تونس في إطار جبهة. من جانبه أكد ماهر حنين في كلمته أن الحزب الجمهوري سيكون «بوصلة» للنقاش مع الجميع بتحالفات ديمقراطية قائلا: «لنا العديد من الأطراف التي نتقابل معها منها أحزاب وأطراف نقابية وعمادة المحامين والأطباء وغيرهم كثير»على حد تعبيره، ودعا إلى عدم تكرار «خطأ» الانتخابات الفارطة حيث بقيت القوى الوسطية متشتتة مؤكدا ضرورة توحيد الصفوف. أمّا عضو المكتب التنفيذي للحزب سعيد العايدي الذي حضر بتأخير مدته أربع ساعات من الموعد الأصلي بسبب حضوره جنازة لطفي نقض بتطاوين فاعتبر أن لجان حماية الثورة «حركة إرهابية» مطالبا بحلها معتبرا أنّ «هذه اللجان تتعامل مع حركة النهضة وشاهدت أحد قادتها وهو هشام كنو يصاحب سمير ديلو يوم 7 جوان وهما يدخلان المسرح البلدي في تظاهرة التينيطون».
الانتخابات..والتحالفات
وحول موعد الانتخابات القادمة أضاف العايدي «كنت أنتظر حالة من الاحتقان والعنف في الانتخابات الفارطة ولكن أتوقع حصول ذلك في الانتخابات القادمة واعتبر أن «الترويكا دفعت البلاد إلى أزمة أخلاقية» حسب تعبيره.
وعرّج العايدي على الخطوط العريضة لبرامج حزبه مؤكدا بالقول أن «فترة ما قبل 14 جانفي ليست كلها سيئة بل هناك العديد من الإيجابيات». وبخصوص التحالفات اعتبر العايدي أنه لا توجد خيارات كثيرة قائلا «ليست لنا تحالفات تحت الطاولة مثلما فعل التكتل مع النهضة وأيضا حزب المؤتمر».
وردا على سؤال ل «الشروق» حول مفارقة الاختلافات مع حركة نداء تونس وفي نفس الوقت قرار التحالف معها أكّد العايدي أن هذا التحالف كان من منطلق تجميع القوى الديمقراطية الوسطية وهو خيار عن اقتناع وأن «وجود بعض الوجوه التجمعية لا تمثل مشكلا بما أنهم تجمعيون نظاف عكس التجمعيين الموجودين بحركة النهضة» حسب قوله. وفي فترة انتظار وصول سعيد العايدي تم فتح باب الحوار للحاضرين الذين كان عددهم قليلا حيث عاب أحدهم على الحزب الجمهوري صفة النخبوية وضعف التواصل مع الطبقة الشعبية واصفا الحاضرين ب«الطبقة البورجوازية».