شهدت مدينة قفصة اياما قبل عيد الاضحى حملة شاملة للنظافة نظمتها جمعية تنمية بلا حدود تحت شعار «أنا أحب مدينتي نظيفة وأنت» شارك فيها ما لا يقل عن 100 متطوع من مختلف الشرائح العمرية ولعل الملفت للانتباه الحضور المكثف للأطفال. السيد الشاذلي التلي رئيس جمعية تنمية بلا حدود اكد للشروق ان الجمعية كانت لها تجربة في مجال النظافة من خلال حملة لرفع بقايا مواد البناء من معهد احمد السنوسي ومعهد ابن سينا مع مفتتح السنة الدراسية الحالية مضيفا ان الحملة الحالية جاءت لتكون شاملة لوسط المدينة اذ انطلقت من حديقة الحرية مرورا بالشارع الرئيسي وصولا إلى منطقة الحرس الوطني واتصالات تونس ثم البرج الاثري ونهج الكيلاني المطوي والسوق مع العودة إلى مداخل الحديقة محدثنا اشار إلى ان هذه الحملة لقيت تفاعلا ودعما في مستوى المتطوعين من قبل جمعية البر والتقوى وحزب حركة النهضة فيما كانت المساعدة المادية من قبل النيابة الخصوصية متمثلة في توفير عديد الاليات لجمع الفضلات ورفعها وأكد السيد التلي ان النية متجهة نحو تواصل مثل هذه الحملات في مختلف احياء المدينة بصفة دورية مشيرا إلى ان الجمعية تسعى من خلال هذه المبادرة إلى جمع اهالي الجهة حول المصلحة العامة ونظافة مدينتهم وتعزيز قيمة التطوع واعطاء صورة مشرقة ووجه اخر للجهة بعيدا عما يتداوله البعض حولها من مظاهر الاعتصامات وقطع الطرقات.
الاستاذ محسن عيسى احد المشاركين في حملة النظافة اكد ان مساهمته في هذا العمل تنطلق من رغبته في توجيه رسالة إلى ابناء الجهة مفادها ان الاختلاف ليس مبررا للتنصل من خدمة المصلحة العامة داعيا الجميع إلى تحمل مسؤولية نظافة المدينة مؤكدا على اهمية تنويع المشاركة المدنية في هذا المجال ومساهمة مختلف الجمعيات في مبادرات تحقق مصلحة الجهة وتقدم الاضافة في شتى المجالات. علي قواسمية طالب جامعي عبر للشروق عن تحمسه لهذه الحملة مشيرا إلى ان والده كان قد اعلمه بها وهو يرى فيها واجبا ازاء الجهة حتى تكون كغيرها من الجهات متميزة بنظافتها واضاف ان المشاركة في الحملة فيها توعية للناس بتحمل جانب من المسؤولية وهو نفس ما اكد عليه محمد العربي عبدلي عاطل عن العمل الذي دعا الشباب إلى المشاركة في مثل هذه المبادرات مؤكدا على مساهمة المارة والسواق خاصة في الحفاظ على نظافة المدينة من خلال عدم رمي الفضلات في الطرقات معبرا من جهة اخرى عن استيائه مما الت اليه وضعية مقبرة المدينة من تراكم الاوساخ بداخلها داعيا إلى حملة لتنظيفها.
السيد محمد التليلي براهمي المتقاعد من شركة الكهرباء والغاز عبر عن اعتزازه بالمساهمة في حملة النظافة التي اعتبرها مظهرا من مظاهر التحضر مؤكدا ان التطوع عنوان رقي مضيفا ان مشاركته تندرج ضمن ايمانه بدور العمل الجمعياتي في تقديم الخدمات الاجتماعية للمجموعة الوطنية وهو الذي ينتمي إلى جمعية البر والتقوى ويترأس فرع قفصة لجمعية البر والاصلاح وهما طرفان داعمان لهذه الحملة. السيد براهمي اشار إلى انه شارك في عديد الحملات التطوعية منها اصلاح وردم الحفر في طرقات الدوالي وتنظيف فضاء سوق الاربعاء داعيا المهتمين بالشأن العام إلى الترفع عن التجاذبات والالتقاء فيما يخص الصالح العام مؤكدا على ان تقوم مختلف الجمعيات بدور ايجابي في هذا الاتجاه وفي هذا الصدد ألح محدثنا على فكرة بعث تنسيقية للعمل الجمعياتي بالجهة تمكن من الارتقاء بالمشهد الجمعياتي وتأطير وتثمين مجهوداته. اما خاتمة حديثنا في هذا التحقيق فقد كانت مع الطفل محمد مبارك التلميذ بالسنة الرابعة بمدرسة ميلود الذي جاء مرافقا اباه في هذه الحملة وقد اكد لنا انه من خلال مشاركته في حملة النظافة يريد ان ينصح اصدقاءه بالحفاظ على نظافة مدارسهم ومدينتهم ويدعو الكبار إلى التطوع من اجل بلدهم.