نظمت مؤسسة التميمي للبحث العلمي والمعلومات بزغوان بالاشتراك مع اللجنة العربية للدراسات العثمانية المؤتمر الخامس عشر للدراسات العثمانية حول المقاربات الجديدة لاعادة كتابة تاريخ الايالات العربية اثناء العهد العثماني والفكّر فيها. احتضنت مؤسسة التميمي للبحث العلمي والمعلومات بزغوان اشغال المؤتمر الخامس عشر للدراسات العثمانية ايام 18 و19 و20 أكتوبر الجاري بحضور عديد من الدكاترة في التاريخ من تونس ومن الدول العربية الشقيقة ومن تركيا وفرنسا.
وقد بدأ الدكتور عبد الجليل التميمي المؤتمر مرحبا بجميع الحاضرين وبين في تدخله ان هذا المؤتمر الجديد هو الخامس عشر حول الدراسات العثمانية والتي بدأت منذ سنة 1982 وبين حرص المؤسسة على مواصلة تنظيم هاته المؤتمرات المتخصصة بتبادلها امهات القضايا والمسائل المرتبطة بالعالم العثماني عموما وبالايالات العربية خصوصا.
وقال في كلمته انه توفق في نشر مئات الدراسات وهى التي شكلت قاعدة بيانات اساسية لمن يروم دراسة الفترة العثمانية وفهم خصوصياتها واشكالياتها والتي اصبحت من المراجع الجوهرية لهذا المؤتمر يعد ثاني التظاهرات الأكاديمية العربية والدولية والتي جمعت حوالي ثلاثين مؤرخا من جميع انحاء الوطن العربي واوضح ان المؤتمرات السابقة عالجت اهم الاشكاليات البحثية المتعلقة بالدولة العثمانية وبالايالات العربية.
ويأمل الدكتور التميمي عبر مؤسسته العلمية واللجنة العربية للدراسات العثمانية تفعيل الشراكة العلمية المشتركة بين مؤسسته وجامعات ومراكز البحث التركية.
وقال ان هذا الملف يحتاج الى عناية خاصة وذلك هو مضمون الرسالة التي أراد توجيهها الى الجميع رسميين وباحثين ونخب عربا واتراكا عسى ان تجد صداها لدى الطرف التركي لوضع خطته وبرمجة لتعاون فاعل لهندسة العلاقات البحثية التركية العربية مستقبلا.
اما كلمة السيد نبيل الحويجي والي زغوان فقد تضمنت تقديره للقائمين على هذا المؤتمر وثناؤه على مواضيع المحاضرات وبين اهميتها في انارة عقل التونسي وغرس روح الاعتزاز لديه بالوطن والتاريخ لا سيما وان المرحلة العثمانية مثلت حقبة هامة في التاريخ الوطني.
كما تعرض الوالي في كلمته الى اهمية أدب الرحلة ودورها الهام في تحديد وتغيير موازيين القوى العالمية لذلك اكد على ضرورة دعم وانجاح مثل هذه المؤتمرات نظرا للأهمية التي تكتسبها على كافة المستويات وثمَن والي الجهة المجهودات التي تقوم بها مؤسسته التميمي للبحث العلمي والمعلومات منوها بمساهمتها بعمق في ديناميكية وفائية الدراسات التاريخية الموضوعية حول الدولة العثمانية بشكل عام والأيالات العربية بصفة أخص.
وتمت عديد المحاضرات خلال ايام المؤتمر منها للدكتور عبد الفتاح حسن من العربية السعودية ادب رحلة سليمان شفيق كمالي باشا في مخطوطة «حجاز سياحت نامسي» وجاء في محاضرة الدكتور أورونولي فرانسوا (اكاديمية العلوم باريس) انڤليزي، في رحلة الى تونسوالجزائر في القرن السابع عشر. اما موضوع محاضرة الدكتور اوزتورك مصطفى من تركيا : اعادة التفكير بالادارة العثمانية في الأيالات العربية.
اما الدكتور اسكندر فايز نجيب من مصر فقد طرح موضوع القاهرة زمن المماليك الجراكسة في عيني الرحالة الالماني ارنولد فون وتطرق الدكتور سعداوي ابراهيم من جامعة جندوبة الى موضوع «صورة القراصنة في ادب الرحالة الأوروبيين» وبينت الدكتورة ليلى البليلي كلية الادب بمنوبة في محاضرتها العلاقات بين الباشاوات والدايات والبايات في بداية العهد العثماني 1574/1631 مقاربة مؤسساتية ومقارنة انتربولوجية. وطرح الدكتور حماش خليفة من الجزائر في محاضرته موضوع «اسباب هزيمة العثمانين امام الاروبيين في فيينا عام 1682» في أوسطه والى عام 1830م بالجزائر بين رؤية المؤرخين والواقع التاريخي وتطرق الدكتور حسانين سليمان من مصر في محاضرته الى «اشراف القدس في العهد العثماني» اما موضوع محاضرة الدكتور فيصل الكندري من الكويت فقد تضمنت «ملاحظات حول الادارة العثمانية في منطقة الخليج العربي في النصف الثاني من القرن 16م».