لا حديث اليوم في جهة المنستير كما في مختلف الجهات الداخلية الا عن البعوض الذي ينقل فيروس حمى النيل الذي يتسبب في ارتفاع كبير في درجة حرارة الجسم يمكن ان تؤدي الى الوفاة خاصة لدى ممن يشكون من ضعف المناعة. وعلى اثر الحديث عن وجود اصابات بهذا الفيروس وتسجيل حالات من الخوف لدى المواطنين الذين أصبحوا يتحدثون عن تسجيل بعض حالات الوفاة عقد والي المنستير الحبيب ستهم بمقر الولاية اجتماعا حضره رؤساء البلديات والنيابات الخصوصية والمدير الجهوي للصحة وممثلو مصلحة حفظ الصحة والمصلحة الجهوية للرعاية الصحية الأساسية بالجهة وأطباء كل الادارات الجهوية المعنية.
لا خوف من الإصابات
وأكد المدير الجهوي للصحة بالمنستير منذر اللطيف خلال الاجتماع انه تم الى حد الآن اكتشاف 12 حالة اصابة بفيروس حمى غرب النيل على المستوى الجهوي دون تسجيل اية حالة وفاة مفندا بذلك ما يروج من اخبار بين المواطنين وبين انه لا داعي للخوف والفزع في ظل سهر الادارة الجهوية للصحة على تنظيم حلقات تحسيسية للأطباء وأعوان الصحة بهدف توخي الحذر ومزيد التدقيق في تشخيص الحالات المرضية الوافدة على المستشفيات لمعالجتها بأنجع الطرق وأسرعها.
ومن جهته بيّن الدكتور محمد شقرون رئيس قسم الأمراض السارية بالمستشفى الجامعي فطومة بورقيبة بالمنستير ان الحالات المصابة بحمى غرب النيل الوافدة على المستشفى الجهوي تمت معالجتها بنجاح ثم غادرت المؤسسة الاستشفائية بعد تلقيها العلاج اللازم ولم يتم الاحتفاظ إلا بحالة وحيدة وهي لرجل مسن صحته مستقرة حاليا. كما أوضح الدكتور شقرون ان فيروس حمى غرب النيل قديم جديد اذ ظهر لأول مرة في تونس سنة 1997 وهو موجود في دول عديدة من العالم، وعرف حمى غرب النيل بفيروس حموي منقول بالذباب والبعوض والطيور المهاجرة التي تزور بلادنا خاصة في مثل هذه الظروف المناخية وهو فيروس يصيب الانسان و الخيول و الطيور .
وأكد ان هذا الفيروس لا يمثل خطورة كبيرة على المواطنين وان عليهم ان يظلوا يقظين للتصدي له في الوقت المناسب وأشار ايضا الى ان غالبية الحاملين للفيروس ونسبتهم حوالي 80 بالمائة لا تظهر عليهم علامات الحمى وان نسبة 20 بالمائة منهم فقط يصابون بارتفاع في الحرارة و صداع في الرأس وتقيؤ وثقل على مستوى المفاصل منها كما اضاف ان نسبة 1% تتطور عندها حالة الإصابة لتصل الى التهاب في السحايا الدماغية تؤدي إلى الوفاة خاصة عند المسنين والمصابين بضعف المناعة او الأمراض المزمنة.
وأوضح الدكتور شقرون ان ولاية المنستير من المناطق الاكثر تهديدا بظهور وتكاثر فيروس حمى غرب النيل نظرا لكثرة البحيرات و السباخ وأوكار تكاثر الحشرات والذباب ، وأكد انه لا يوجد لقاح أو علاج وقائي لهذا الفيروس سوى التعهد بمقاومة الذباب والبعوض والقضاء على أماكن تكاثرها وعلى هذا الأساس تمت الدعوة خلال الجلسة الى ضرورة تكاتف كل الجهود من ادارات جهوية للفلاحة والتجهيز والصحة والتطهير والتعهد بجهر الأودية وردم المستنقعات وتحديد أوكار تكاثر الحشرات ومداواتها والقضاء على مصادر التلوث البيئي الناجم عن تسرب مياه التطهير وفيضان البالوعات خاصة عند نزول الأمطار .
كما تمت الدعوة الى ضرورة القيام بالمعالجة الوقائية لإسطبلات الخيول والتصدي للحشرة الناقلة للفيروس باستعمال مبيدات حشرية فعالة وتوصية البلديات بالرجوع إلى مصالح الصحة العمومية الجهوية للحصول على قائمة في المبيدات الحشرية التي يمكن استعمالها لمجابهة خطر فيروس حمى غرب النيل.
ونادى الحاضرون بضرورة القيام بحملات تحسيسية بمختلف وسائل الإعلام وتشريك مختلف مكونات المجتمع المدني لمعاضدة جهود الإدارات للوقاية من خطر هذا الفيروس.