مصادر التلوث بأم العرائس عديدة والوضع البيئي بها مترد هذه المعضلة كانت هاجسا جماعيا، واليوم أضحت كابوسا مرعبا يهدد مواطني المنطقة «الشروق» زارت مغسلة تجفيف الفسفاط أحد مصادر التلوث بالمدينة وعاينت غسل الفسفاط وإزالة الشوائب فكان النقل التالي: هذا الوضع وتداعياته على المتساكنين وعلى الوضع البيئي يتجلى اولا في موقع مغسلة الفسفاط الذي يتوسط المدينة حيث يتصاعد محروق «الفيول» من فوهة المدخنة ممزوجا بحبات الفسفاط ويتناثر على أرجاء المدينة المترامية الأطراف. وبسؤال أحد المهندسين المباشرين بشركة الفسفاط أجاب بأن محروق مادة «الفيول» له انعكاسات سلبية على صحة الإنسان والحيوان والنبات ثم أضاف أن أكوام فضلات الفسفاط المتراكمة منذ عقود طويلة والمعرضة للعوامل الطبيعية المختلفة قد تُحدث تفاعلات وتحولات كيميائية نجهل عنها كل شيء ولابد أن تقع تحاليل مخبرية لعينات من هذه الفضلات حتى نطّلع على نتائجها وعلى مدى تأثيرها على البيئة. وهو يرى أن الحل الأمثل يتمثل في تكثيف غراسة الأشجار بما أن الشجرة هي رئة المدينة.
أما في ما يخص غسل الفسفاط بمادة «الفوكليون» فقد أوضح أن هذه المادة الكيميائية ملوثة للتربة وقاتلة للأشجار والنباتات وهي تمنع تسرب مياه الأمطار للمائدة المائية ولعل هذا ما جعل شركة الفسفاط تستمع لأصوات المحتجين من أصحاب الأراضي المتضررة وتستجيب لمطالبهم المنادية بجبر الأضرار الناجمة عن هذا التلوث. وأخيرا ذكر محدثنا أن المتفجرات التي تحتوي على الكثير من المواد الكيميائية والتي تُستعمل في المقاطع السطحية لاستخراج الفسفاط تُلوث الهواء وتُضر بالغطاء النباتي والثروة الحيوانية. وفي الختام يبقى أن نشير الى أن الإقصاء والتهميش الذي تعيشه المنطقة منذ عقود ضف إلى ذلك العوامل الملوثة للبيئة والمحيط الناجمة عن استخراج الفسفاط وغسله جعلت الشباب ينتفض ويثور ويُشعل فتيل انتفاضة الحوض المنجمي حيث كانت الشرارة الأولى من مدينة أم العرائس لتتأجج وتعم بقية المدن المجاورة الشيء الذي أربك النظام الراحل وحاول امتصاص غضب المحتجين بتركيز بعض المعامل التحويلية والتخطيط لنقل المغسلة بعيدا عن المدينة. والسؤال الذي يطرح نفسه متى سيكون الوضع البيئي في هذه المنطقة التي استبشرت خيرا بالثورة محل أنظار وزارة البيئة وأصحاب القرار على المستوى الجهوي والمركزي؟