أحيل مؤخرا على المجلس الجناحي بالمحكمة الابتدائية بتونس شاب افريقي بحالة إيقاف لمقاضاته من أجل جريمة التحيّل. صورة الواقعة حسب الشكاية التي تقدّم بها المتضرّر أنه تعرّف على المتهم بواسطة الانترنات وأوهمه ببعث مشروع فلاحي في افريقيا واقترح مشاركته فيه وبتواصل الاتصال بينهما أوهمه بقدرته على صنع أوراق مالية بواسطة سائل سحري. وبحلوله تونس سلّمه مبلغا ماليا قدره 14 ألف دينار على أمل أن يقع توليده ويصبح بالتالي ثريّا جدا.
إلا أن الانتظار طال واكتشف الشاكي أنه وقع ضحية التحيل، فالسائل السحري لم يحوّل المبلغ المذكور الى دولارات. فقرر الشاكي الاتصال بأعوان الأمن وأعلمهم بالواقعة وأفادهم أن المتهم الافريقي موجود معه بالمنزل فتم ضبطه وايقافه. وكانت قضية الحال. الدفاع: لا وجود لقرائن قويّة للادانة: طلب محامي المتّهم في الأصل القضاء بعدم سماع الدعوى لتجرّد التهمة واحتياطيا اسعافه بأقصى ظروف التخفيف. ولاحظ الدفاع للمحكمة أن البحث الابتدائي جاء مخالفا للقانون وباطلا بطلانا مطلقا إذ أن منوّبه لا يفقه اللغة العربية وكان على باحث البداية أن يتولى تسخير مترجم لتلاوة الاسئلة عليه وقال إنه تم اعتماد الشكاية كما هي ولم يقع استنطاق منوّبه ولا وجود لاي مكافحة قانونية لاثبات وقوع التحيّل من عدمه. وأضاف أنه لم يقع ضبطه متلبّسا، لكنه لم ينف علاقته ومعرفته بالشاكي.
الافارقة واحتراف التحيّل
تعتبر هذه القضية واحدة من جملة القضايا المنشورة أمام المحاكم التونسية، فنفس السيناريو يتكرّر كل مرّة إذ وجد الافارقة ملاذهم في تونس واختاروا من حي النصر والمنازه مقرات لاقامتهم ويستعينون أحيانا بوسطاء تونسيين لجلب الحرفاء اللاهثين وراء المال، حتى ان رئيس الدائرة الذي نظر في قضية الحال لاحظ للمتهم أنها ليست المرّة الاولى التي يباشر فيها قضية تحيّل بطلها افريقي. فنفس الأساليب المستعملة ونفس الخزعبلات فيكفي أن يوفّر «الساحر» بعض الأوراق السوداء وماء عجيبا قيل أنه سحري يولّد المال اضافة الى صندوق حديدي بخور كل ذلك يكون داخل غرفة شبه مظلمة تقع تهيئتها بشكل مثيرللاستغراب وأحيانا للخوف حتى تنطلي الحيلة على الضحية ويشعر فعلا أن الجاني موجود وطريق المال والثراء سهل الوصول.
ورغم تكرر عمليات التحيّل من قبل الأفارقة المقيمين بتونس وقائمة الضحايا مازالت في ارتفاع لكن هل يمكن اعتبارهم ضحايا أم مجرّد مغفّلين؟